وهو موقف يبرهن ليس فقط على مدى قوة ومتانة العلاقات المصرية الإيطالية، وإنما يؤكد أيضا أن المجتمع الدولى كله فى مركب واحد أمام موجات الإرهاب الأسود التى لا تميز بين لون أو دين أو طائفة.
والحقيقة أن هؤلاء المجرمين يسعون ليس فقط إلى تخريب علاقات مصر مع دول العالم من خلال استهداف مصالح وسفارات تلك الدول فى القاهرة بعمليات إرهابية، ولكن أيضا إبعاد السائحين عن مصر، وضرب السياحة ويظن هؤلاء الآثمون أنهم بذلك سوف يسقطون الدولة المصرية ويثنون المصريين عن قناعاتهم بالتمسك بثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ولم يكن الاعتداء الآثم الذى تم أمس الأول بتفجير سيارة مفخخة بجوار القنصلية الإيطالية إلا رسالة تحمل هذه المعانى الخسيسة للإرهابيين.
ولكن الحقيقة، أنه لا هذا الحادث ولا عشرات غيره سوف تهز قناعات المصريين، ولا علاقات مصر الراسخة سواء بإيطاليا أو بغيرها من الدول العربية أو الأجنبية.
بل على العكس، فإن هذه الأعمال الإجرامية الخسيسة لن تزيد الشعب المصرى إلا كرها لهؤلاء المجرمين الذين يستهدفون الأبرياء بأعمالهم التخريبية، وتمسكا بثورتى 25 ينايروإذا كانت إيطاليا قد برهنت على أنها دولة شجاعة لا تخاف الإرهاب أو الإرهابيين، فإن كل الدول الشقيقة والصديقة لمصر سوف تواصل دعمها ووقوفها إلى جانب اختيارات الشعب المصري، وعلى عكس مساعيهم، فإن تلك الأفعال الإجرامية سوف تصب فى خانة المواجهة المشتركة للإرهاب وتقوى الحملة ضد هؤلاء حتى يتم القضاء عليهم وتطهير العالم من جرائمهم.