الواقع النظرى يشير إلى أفضلية ظروف الزمالك عن الأهلي، لأنه سيواجه أورلاندو بيراتس فى جوهانسبرج ، أى فى أجواء وعلى ملعب أفضل مما ينتظر الأهلى أمام ستاد مالي، يضاف إلى ذلك أن غيابات الزمالك قد تظهر فى الجناح الأيمن بغياب حازم أمام أو عمر جابر ، فى حين أن أزمة الأهلى فى قلب الفريق وعقله، وهما بالتأكيد حسام عاشور ووليد سليمان، ولهذا فإن طريقة اللعب بالنسبة له قد تكون إجبارا وليس إختيارا كعادتها!!.. إذن كيف يمكن أن يلعب الأهلى دون قلبه وعقله؟.. وبأى طريقة يعالج الزمالك « جناحه « المكسور؟!
أولا: الزمالك يحمل فى ذاكرته الأهداف الأربعة التى خسر بها أمام أورلاندو قبل عامين ،ولكن زمالك 2015 يختلف بالتأكيد، وإريك تنكلر المدير الفنى للمنافس يفهم ذلك جيدا، وإذا كان لديه خطط، فالزمالك لديه خطط مضادة ، ولكن أيهما أصعب، أن تواجه فريقا يلعب كرة عشوائية دون نقاط ضعف وقوة ثابتة أم تواجه فريقا يلعب بمستوى عال ونقاط قوته أكبر وضعفه أقل؟!
ثانيا: من الطبيعى أن يفضّل أى مدرب أن يكون منافسه واضحا حتى يعرف كيف يتعامل معه، وأورلاندو فريق ذو طابع هجومى فى خطوطه الثلاثة، فسجل أخيرا عن طريق مدافعه هابى جالي، وقائد الفريق أوبا مانيزا من لاعبى الوسط، ولديه مثلث هجومى قوى يتقدمه جابوزا، وبالتالى على الزمالك أن يلعب متوازنا ويقرب من خطى الدفاع والوسط حتى يفقد المنافس قدرته على التوغل الهجومي، وهى أمور بديهية فى اللعب المتوازن ، ويبقى التركيز على نقاط ضعف المنافس.. فما هي؟!
ثالثا: ظهيرا الجنب عند أورلاندو الأقل إنضباطا فى الفريق ، وهو ما كان يحتاج إنطلاقات حازم إمام، ولكن الزمالك لديه بديل لتعويض جناحص «مكسور» بتشكيل الثنائيات الثلاث، فإذا كان البديل أحمد سمير أو غيره، فمن الممكن أن يسانده هجوميا أحمد توفيق - وربما يكون الخيار الأول - أو أحمد عيد عبد الملك ، وفى الجهة الأخرى يتشكل ثنائى آخر بتعاون أيمن حفنى مع حمادة طلبه، إلى جانب الثنائى الهجومى المكون من باسم مرسى وعبد الله سيسيه.
رابعا : إذا كانت أوراق وبدائل الزمالك متوافرة، فإن الأهلى لا يمتلك خيارات كثيرة فى مالي، ولهذا قد يلجأ إجباريا إلى طريقة لعب 4-4-2 ، فلديه بديلان فقط فى الخط الخلفى هما شريف حازم وصبرى رحيل، بجانب الأساسيين الأربعة.. حسين السيد ونجيب وسعد سمير وباسم علي، ولديه بديل وحيد فقط فى الوسط هو تريزيجيه،
خامسا : ستاد مالى فريق جرئ هجوميا ، ويمتلك عناصر مميزة مثل مختار سيسيه وبوبكر بانجورا، وسيدى بيه، ودفاعاته ليست ضعيفه رغم إندفاعاته الهجومية، حيث أرهق الترجى فى تونس لدرجة أن الأخير احتاج 70 دقيقة كاملة حتى يسجل هدفا لم يحصل على غيره ، ولهذا فإنه يبدو فريقا عشوائيا ، ولكنه ليس كذلك ، وهنا يأتى دور خبرة لاعبى الأهلى لترويض ذلك المنافس الذى سيكون هائجا معظم الوقت ، فهل يستطيع غالى والسعيد أن يكونا محورى إرتكاز يمثلا قلب الفريق فى هذه المباراة رغم هواياتهما الهجومية التى تجذبهما دائما نحو الأمام؟!
سادسا : ليس قلب الأهلى فقط هو المتأثر قبل هذه المباراة ، بل عقله الهجومى ينقصه وليد سليمان (للإيقاف ) ، وبالتالى يحتاج إلى ثنائيات طولية على طريقة 4-2-2-2، ولاسيما أن حسين السيد (يسارا) وباسم على (يمينا) يفضلان الذهاب والعودة بجوار خطى الملعب بحرية ، ولهذا من الأفضل أن يكون دور الثنائى صبحى وزكريا مكملا أمام غالى والسعيد وخلف عمرو وسعيدو ، فربما يكونا العقل الذى يجعل تلك المنطقة متشابكة هجوميا، ومكثفة دفاعيا.. وبالتأكيد كلها أمور نظرية قد تفيد عمليا خوفا من أن تجد فى الأشياء أشياء!!