الأديان و العقائد السماوية من المقدسات و الثوابت ، وتدخل التفسيرات حولها وعنها فى باب الاجتهاد الذى غالبا لا يبعد كثيراً عن تلك القداسة التى استقرت فى وجدان معتنقيها على مدار الازمان ، اما السياسة فهى «لعبة قذرة» و متغيرة تحكمها المصالح ،فعدو اليوم قد يكون صديق الغد و العكس، هذه بديهيات، وبالتالى يأتى السؤال الشائك و الحرج دائما.. كيف نخلط بين الثابت المقدس والمتغير القذر؟ اجتهادى أنهما لا يستويان و لايمكن ان يجمعهما مسار واحد ، اما القيم والاخلاقيات والفضائل فهى مشتركات إنسانية وعالمية.
هذه المقدمة كانت ضرورية وصولا لتلك القضية التى تهدد بالفعل وحدة المجتمع و تزرع الفتنة و الخلافات و التصدعات التى قد ندفع ثمنها غاليا ، فكيف نقبل ان تقف سياسية متمرسة مثل الدكتورة كريمة الحفناوى أمين الحزب الاشتراكى المصرى لتقول بالنص (السلفى ارهابى)؟ ما أقوله ليس دفاعا عن السلفية او السلفيين لأننى اختلف معهم شكلا وموضوعًا ولكنه دعوة لمراجعة الخطاب الذى يجب ان يخرج عن النخبة و السياسيين ، فهل ينكر احد ان هناك ملايين السلفيين فى مصر سواء كانوا أعضاء فى الأحزاب و الجمعيات او غيرها ،. فهل كل هؤلاء ارهابيون؟ وأعيد وأكرر لست مع الخلط بين المقدس و القذر ولكن هل فكرنا فى عواقب هذا الاتهام الصريح وتأثيره على هؤلاء الملايين سواء اتفقنا او اختلفنا معهم . من ابجديات وقواعد الممارسة السياسية البحث والعمل عما يجمع و يلملم شمل الوطن ويبتعد كل البعد عما يثير الفرقة اذا كان بالفعل مخلصا ومتجردا من المصالح والهوى خاصة فى هذه الأيام العصيبة التى تمر بها البلاد و التى نحتاج فيها كل من يمس على الجراح لا أن يسكب عليها ماء النار.
فاصل قصير: قلت ومازلت أؤكد ان الجيش هو الضمانة الوحيدة والقوة الصلبة والقادرة على حماية البلاد ورغم الألم و الحزن على دماء الأبطال التى سالت فى العمليات الإرهابية على ارض سيناء يجب ان تكون لدينا الثقة فى اننا سننتصر على هؤلاء القتلة.. اللهم احفظ مصر