رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هوامش حرة
اليسار وعادل إمام

فى اليسار المصرى شخصيات ورموز كثيرة جديرة بكل التقدير والاحترام ومنهم من تولى المسئولية الوزارية وكان نموذجا طيبا ونظيفا..من منا ينسى الصفحات المضيئة فى حياة خالد محيى الدين وفؤاد مرسى واسماعيل صبرى عبد الله وجودة عبد الخالق وكانوا جميعا مسئولين فى سلطة القرار..ولهذا لا أجد مبررا للضجة الإعلامية التى أثارها بعض الحواريين فى مواكب اليسار ضد الفنان الكبير عادل أمام فى مسلسله الأخير أستاذ ورئيس قسم..ان معظم أعمال عادل امام محسوبة على فكر وثوابت اليسار فهو الفنان الذى تبنى دائما قضايا الفئات المهشمة..وهذا النموذج الانتهازى الثورى اليسارى الرأسمالى المتقلب موجود بيننا ونحن نعرف الكثير من هذه الوجوه التى لعبت على كل الحبال..نحن نعرف ان اليسار المصرى بقدر انفتاحه الفكرى كان دائما منغلقا رافضا لأى فكر معارض بل انه استخدم السلطة فى أحيان كثيرة لكى تعصف بالآخرين..كانت الأزمة الحقيقية لليسار المصرى انه احتمى دائما بالسلطة وحين تخلت عنه فقد كل مقوماته ووجوده فى الشارع المصري..ان معظم النخبة اليسارية المصرية المثقفة كانت دائما ترى ان السلطة ضرورة وإنها مصدر الحماية وحين خسرت السلطة خسرت معها كل شىء..لقد كان الخطأ الرئيسى لليسار المصرى انه كان دائما فى عباءة اى سلطة من السلطات وحين تخلت عنه اختفى ورغم هذا بقيت بعض رموز اليسار وهى قليلة على ولائها لثوابتها الفكرية..اسماعيل صبرى عبدالله وفؤاد مرسى وقد اقتربت منهما نموذجان فى نزاهة الفكر وترفع المثقف..ولهذا كان ينبغى إلا يثير الحواريون فى اليسار هذه الضجة ضد مسلسل عادل أمام لأن هذا يتعارض مع حرية الفكر والموضوعية وخلاف الرأى وكلها مقولات يتشدق بها الحواريون..اما أخطاء اليسار المصرى فى حياتنا السياسية والثقافية فهى قضايا تحتاج إلى حوار موضوعى مع النفس أولاً ومع المجتمع ثانياً ومع الحقيقة قبل اى شىء..فى أحيان كثيرة كان اليسار ومازال لا يرى فى الساحة المصرية بل والعربية أحدا غير رموزه وأقلامه ومفكريه وشطب من أجندة الحياة المصرية كل من خالفه الرأى وكان مسلسل عادل أمام آخر الضحايا رغم انه ذكر شيئا من الحقيقة ولم يذكر الحقيقة كلها.

http://[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: