رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قيم
سلبيات الإعلانات

الإعلانات بها العديد من السلبيات فهى تجعل المشاهد يلجأ إلى الكسل وانتظار المال والثراء دون بذل أى جهد ويدلل على ذلك الإعلانات الكثيرة التى تأتى على ذكر المكاسب التى يجمعها المواطن من تعامله مع البنوك فيتحول إلى حالة غير طبيعية من الثراء والنعمة وبذلك يكون البنك كعصى موسى السحرية التى تحقق لنا كل مانريد دون الأخذ بالأسباب فيكون تعاملك مع أحد البنوك سببا لدخولك إلى عالم الأثرياء فقط بضربة حظ لا أكثر، بينما فى المقابل يظل الفقراء على الضفة الأخرى نراهم يعانون العوز والحاجة رغم اجتهادهم.

وهذا يصيب الناس بالإحباط لأنه ما فائدة العمل والشقاء إذا كان سيصل بصاحبه إلى لاشئ ، بينما ضربة حظ مع أحد البنوك يمكن أن تجعلك فى لحظات مليونيرا مما يجعل العمل يفقد معناه، وهذا يعد أسوأ ما تصنعه الإعلانات أنها تجعل حياة الناس معلقة بضربة حظ ، بينما تهبط بقيمة العمل إلى أعماق سحيقة.

فالإعلانات تحرض المشاهد على التعامل مع شركة عقارية يؤجر منها محلا يدر عليه دخلا شهريا ثابتا يرحمه من المعاناة مما يجعله يتفرغ للجلوس مع أسرته ورعايتها بدلا من العمل يوميا لساعات طويلة.وينسى الإعلان أن المشاهد حين يجد وقته كاملا للجلوس مع أسرته ستتولد له مشاكل عديدة نتيجة للوحدة والفراغ وليس شرطا أن يعيش فى هناء وسعادة، فالعمل الذى يصوره الإعلان كابوسا هو فى الأساس نعمة كبرى حيث العمل لا يمثل فقط حفنة من النقود بل هو قيمة أكبر يشعر معها الإنسان بذاته وقيمة العمل تعطى الإنسان سعادة غامرة تنعكس على أفراد الأسرة كلها وتعطيها الإحساس بالرضا وقبول الذات، وهى مشاعر لابد منها للشعور بالسعادة الأسرية، وهكذا يتحول العمل فى الإعلانات إلى مذلة ومهانة بينما هو كرامة وقيمة كبرى، وهذه تعد أسوأ سلبيات الإعلانات حين يحول الإعلان العمل من شرف وواجب إلى إهانة وعبء يجب التخلص منه.


لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى

رابط دائم: