جاءت أحداث الإرهاب الأسود لتراكم دليلا جديدا على التواضع المهنى وقصور الفهم الوطنى عند القائمين على معظم قنوات التليفزيون وفضائياته.
إذ- كالعادة- ارتبكت الفضائيات بعد انتهاء يوم حداد النائب العام، ولم تعرف بأى شخصية ستظهر على الناس..هل بالمسلسلات حفاظاً على الإعلانات؟، أم بخطاب الحشد الوطنى والحماسى الغامر؟.
وسأضرب- هنا- مثلا محددا بقناة (المحور)، ليس بغرض الإساءة إليها، ولكن لأن أداءها كان مثلاً صارخا يؤكد الفكرة التى أطرحها فى هذه السطور.
إذ ما أن انتهى يوم الحداد، حتى تبدى جليا فشل القناة فى الظهور على الجمهور بشخصية واضحة تلائم الاحتياج الوطنى والنفسى عند الناس وتلبيه.
وراحت (المحور) تندمج فى بث المسلسلات، ثم عند الفواصل الإعلانية تقطع الإرسال وتذيع السلام الجمهورى وبيان نعى القناة للنائب العام، وبعده يتواصل بث الإعلانات ثم تعود المسلسلات، يعنى السلام الجمهورى تحول فى القناة إلى ما يشبه الفاصل فى أثناء إذاعة المسلسلات وهو سياق غير منطقى ومرتبك وفاشل إلى أبعد الحدود.
أنا أعرف أن الإعلانات المصاحبة للمسلسلات هى مصدر أساسى لتمويل الفضائيات طوال العام، ولكن هناك طرقا للتصرف فى مثل تلك الظروف الاستثنائية منها أن كل القنوات- تقريباً- لديها قناة (بلاس sulp) تستطيع تخصيصها للمسلسلات، فيما تقدم أداء سياسياً وإخباريا محترما على القناة العادية يتناسب مع التطورات السياسية وتسارعها، كما أن معظم الفضائيات لها قناة (دراما) تابعة لها يمكن تخصيصها للمسلسلات فيما ينساب الأداء الإخبارى والرسائل الوطنية على القنوات الأصلية.
أليس ذلك أفضل من الارتباك الذى يفضى إلى خلط السلام الجمهوري، بإعلانات السمنة البلدى وبوكسر حسن حسنى؟!