على مدار الاسابيع الماضية ، لاحظت أنه مامن اسبوع يمضى الا وقرأت عن واقعة خطأ طبى او إهمال راح ضحيته طفل، إما انتهى بموته او اصابته بعاهة مستديمة، آخرها قبل يومين عندما رفض اطباء قسم الطوارئ بمستشفى بنى سويف الجامعى استقبال طفل مصاب فى حادث فلفظ انفاسه الاخيرة.
قلت لاحد الاطباء من العاملين فى هذه المستشفيات: لماذا المستشفيات الحكومية بدءا من قصر العينى وكل المستشفيات الجامعية لاتنشر اعلانا تطلب فيه من الاباء والامهات المصريين، ان من لديه طفل مريض ويريد ان يستريح من معاناة علاجه واسعافه التقدم به لهذه المستشفيات للخلاص والراحة من هذه المعاناة.. فمستشفياتنا للاسف صارت هكذا مجرد سلخانات يذبح ويقتل فيها اطفالنا، ولا استبعد أنه اذا كنا فى الماضى رددنا مقولة عمر بن الخطاب: علموا اولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل، لامانع لدينا الان ان نردد مقولة: وعلموا اولادكم حب الموت نزفا فى اقسام الطوارئ بالمستشفيات.
وإذا كان ذلك حال الاطباء فى غالبية المستشفيات فى المدن الكبرى مثل القاهرة والاسكندرية، فما بالكم بالوحدات الصحية والمستشفيات فى القرى والنجوع وبالصعيد على وجه الخصوص، دعونى هنا اذكركم بالوادى الجديد هذه المحافظة الحدودية التى صار اهلها يشكون انعدام الاطباء والعلاج طول العام، لدرجة انهم ومن كثرة شكاواهم صاروا يتندرون على مستشفياتهم بالقول «أرجوك لاتقتلنى حولنى شكرا» وذلك تأكيدا على انها مستشفيات ووحدات تفتقد للعلاج ان لم تكن تساعد على الموت السريع.
انها الماساة بكامل حذافيرها عندما يقع مكروه لطفل ويهرع والداه الى اقرب مستشفى طلبا لانقاذه ، فيكتشف أنه بدلا من علاجه واسعافة ، يجد الموت فى انتظاره، ومهما استغاث هذا المواطن وصرخ: ياناس ياهووه رئيس الوزراء اصدر قرارا بقبول واسعافه اى حالات طوارئ بجميع المستشفيات، خاصة او استثمارية كانت، لايجد الاب المكلوم الحائر من يستمع له وكأنهم يريدونه ان يسمع فقط مقولة - ممكن تروح لرئيس الوزراء خليه يعالجك – ولعلك هنا تتذكر معى حكاية الام المحظوظة التى القوا بطفلها خارج احدى المستشفيات لولا أن الاقدار ساقت محلب الى زيارة هذا المستشفى وشاهد هذه الام وطفلها وهو فى حالة الموت واستمع لشكواها وأصدر وقتها أمرا بعلاج الطفل وانقاذه.