تبدو دولة 1952 مترددة إزاء حسم مسألة تديين الفضاء العام باستثناء فترة الرئيس عبد الناصر .. عندما طلبوا منه فرض الحجاب على
المرأة المصرية رفض .. وحسنا فعل.. الآن تعود العجلة الى الوراء .. الى فترة الرئيس المؤمن أنور السادات الذى استدعى الخطاب الدينى من أوسع أبوابه رغم إنجازاته العظيمة - حرب أكتوبر واتفاق السلام مع إسرائيل - بدأت منذ تلك اللحظات عمليات انهيار واسعة لمسيرة تحديث الدولة والمجتمع ودخلنا فى مرحلة « الدروشة « ظنا من الدولة أنها قادرة بفضل أجهزتها الأمنية على استيعاب جماعات الإسلام السياسى .
الآن يخرج علينا الأخ خيرى رمضان بدعاة جدد يمنحهم مساحات واسعة على القناة التى يعمل بها مثل الحبيب الجفرى استكمالا لمسيرة بدأها زغلول النجار ومن قبله الشيخ الشعراوى ومن بعده عمرو خالد وخالد الجندى .. أما قنوات الدولة الرسمية فتتنافس على تقديم برامج دينية ولولا الملامة كنا سنشاهد خريج الاعلام محمد حسان على القناة الأولى . الدولة تتخلى عن مهامها الأساسية وتفسح المجال لهؤلاء لعقد الجلسات العرفية وحل النزاعات ولتذهب الدولة الحديث وقضائها الدستورى الى الجحيم .. الآباء المؤسسون للقانون الحديث يبكون فى قبورهم على هذا التدهور السريع فى فكرة القانون فى مصر .. الآن تدعى وزارة الاوقاف انها سيطرت على الخطاب التكفيرى فى المساجد ممن لا اختصاص لهم وهى غير قادرة على ايقاف الاستخدام الجنونى للميكروفونات فى مساجد الريف والحضر بدءا من الساعة 3:30 صباحا بلا مراعاة للمرضى أو كبار السن. أما عن القنوات الدينية فحدث ولا حرج . السؤال الآخر الذى يطرحه الجميع : لماذا لدينا حزب أقيم على أساس دينى هو حزب النور السلفى فى حين أن الدستور يحظر إنشاء أحزاب على أساس دينى .
لن يحدث السلفيون توازنا مع الإخوان .. ولن ينصلح حال مصر الا بتأكيد دولة المواطنة التى تتعامل مع الجميع على قدم المساواة بلا شيزفرينيا سياسية .
لمزيد من مقالات جمــال زايــدة رابط دائم: