رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تداعيـات الأحداث... وحسـابات الرئيـس

مازالت قطاعات كبيرة من شعب مصر العزيز المتفائل لا تدرك أننا فى حالة حرب شرسة مع العدو فى الداخل والخارج. رغم خطورة هذه الحقيقة التى تتطلب المشاركة والتكافل والتضحيات إنشغل البعض بقضية هامشية هى مسألة البامية. البامية لها أنصارها رغم أن أفضل الخضر للصحة هى والحمد لله أرخصها مثل البقدونس والجرجير.لا أتجاهل الغلاء المستفز الذى نعانى منه جميعا ًومسئولية الحكومة فى التصدى له لكنى أرفض إهدار الوقت والطاقة وإثارة الأمر فى الصحافة والتليفزيون فى مرحلة مصيرية تستوجب الاهتمام بأمور أخرى.

أشير على الأخص لذلك الهجوم الذى تعرض له مسئول قال إننا إذا لم نجد البامية يمكن أن نأكل شيئا آخر متاحا. هجوم بدى وكأنه مجرد فرصة أخرى لإثارة الغضب. مع أنه قول واقعى يعكس حقائق لابد أن ندركها أولها أننا نعيش مرحلة صعبة غير عادية تتطلب بعض الحرمان (إن كان ذلك حرماناً) الثانى أنها تتجاهل قدرة المواطن، بل مسئوليته على التصدى لبعض أسباب الغلاء بسلاح المقاطعة وأشير هنا إلى موقف سيدات المعادى عندما بالغ التجار فى رفع سعر اللحوم فاتخذن قرارا بمقاطعتها إلى أن انخفضت الأسعار، البامية ليست سلعة أساسية وقد أصابت الحكومة بالتركيز على توفير رغيف عيش جيد أما مسألة حرمان البعض من البامية أو الأسبرج والأفوكادو فكلها يمكن تأجيلها لما بعد المعركة.

عقب إعلان نتيجة الانتخابات الانجليزية تعالت بعض الأصوات تطالب بأن يكون لدينا انتخابات مماثلة!! وجهوا اللوم وبسخرية إلى القيادة ونظام الحكم. الحاجة ملحة لديمقراطية حزبية صحيحة لكن قيام الأحزاب بدورها ليس مسئولية الرئاسة أو الحكومة بل مسئولية الأحزاب التى عليها وضع برامج تلبى مطالب الوطن دون غيره، تحشد المشاركة وتبنى الكوادر، فأين أحزابنا من كل ذلك؟ سقطت صريعة التنافس والتناحر.لا يتحاورون حول وسائل بناء دولة مدنية عصرية بل يتصارعون على الكراسى والمناصب.

أقولها بصراحة بالنسبة للمجلس القادم المهم ليس «من يدخل المجلس» المهم التركيز على «من لا يجوز أن يدخله.» هذا هو التحدى الأكبر الذى يطالبنا بالتنازل عن بعض الأطماع.

نعم فقدنا الثقة فى الأحزاب ورؤسائها لكن الثقة كاملة فى الشعب الذى حرر مصر وسوف يعرف لمن يعطى صوته ويتصدى لأعداء مصر الذين اتفقوا معاً، يحلمون بالعودة عن طريق انتخابات يتصارع حولها أحزاب تمهد لهم الطريق!!

الخطأ الكبير الذى ارتكبه الرئيس السيسى هو نجاح مزدوج. نجح فى الحفاظ على شعبية تقوم على الاحترام والثقة والمحبة لم يسع إليها بل سعت إليه. هذه الشعبية تثير غضب أعداء مصر الذين حاولوا النيل منها وفشلوا.أما خطئه الآخر فهو ما حققه مع حكومته وشعبه خلال سنة واحدة من تحرك ملموس نحو بناء دولة مدنية عصرية. نجاح يفخر به كل مصرى لكن اعداء الوطن اعتبروه خطأ فادحاً أسقط مخططات التقسيم وأحلام الخلافة ثاروا وغضبوا وأضافوا لحربهم الشرسة التى تقوم على القتل والتعذيب والحرق والتخريب أسلوب إطلاق الشائعات الكاذبة والتحليلات المضللة التى تثير القلق وتستثمر المشكلات وتسحق الأمل. اختلاف الآراء مطلوب والنقد المحترم يتناول القرار أو الأداء وليس الأشخاص بالهجوم أو الاتهام والذين يحاولون الإساءة إلى الرئيس لم ولن يمكنهم المساس بمكانته وكرامته وشعبيته وإنجازاته إنهم لا يسيئون إلا لأنفسهم ويفقدون احترام الشعب وثقته.

لا أدافع هنا عن أحد إنما أدافع وبشدة عن مصر وأناشد أبناءها وبناتها التلاحم يداَ واحدة تضرب الإرهاب وتتحدى الأعداء وتواجه الواقع الملغم بمشكلات وتحديات لا يمكن لأحد تجاهلها، والتقصير موجود لا يجوز التغاضى عنه لكن الإنجازات أيضاً كثيرة لا يمكن إنكارها.

وبظهور آلية مستحدثة تقيس الأداء أصبحنا نسمع عن «ميركل ميتر» و«أوباما ميتر» فماذا يقول «السيسى ميتر»؟؟ يسجل التقييم الموضوعى إيجابيات منها أن الانفلات الأمنى تراجع، تخلصنا من مليونيات الغضب والعنف التى جعلت الشارع ساحة قتال. أصبح المواطن يشعر أنه مهم له أن يبدى رأيه وهى صفة حميدة رغم تجاوز البعض لأصول وآداب النقد.

هناك دراية كاملة بمشكلات المواطن واحتياجات محدودى الدخل واعتراف بقصور مستوى الخدمات، وجهد صادق لعلاجها مع تخطيط علمى لتنمية سيناء بأسلوب يحمى أهلها والوطن، انحسرت لدرجة كبيرة حوادث الصراع الطائفى وانتهت مرحلة تدمير دور العبادة وتدنيس الأديان.الاهتمام بحقوق المواطن وكرامته، عدم القبض دون إذن النيابة، منع التعذيب وعقاب من يمارسونه، ومحاولة تطوير الأقسام وأماكن الحجز مع الاهتمام بأمن وسلامة أفراد جهاز الشرطة (وهذا أمر فى غاية الأهمية). تطهير مصر من الإرهابيين وتدمير البؤر الإرهابية وأماكن تصنيع المفرقعات. مع حسن اختيار المعاونين خاصة رئيس الوزراء الذى أجزم وقد عاصرت العشرات منهم أنه من أفضلهم إن لم يكن الأفضل أداءً وكفاءة وخلقاً وتواضعاً لا يبحث عن شعبية رخيصة إنما عن حلول وطنية إنسانية.

بدأ السيسى رئاسته ومصر تكاد تقف وحيدة وسط عالم بعضه لا يريد لها النهوض وبعضه لا يدرك حقيقة ما حدث. مقاطعة إفريقية واتهامات أوروبية وتهديدات ومناوشات أمريكية... امتد بيد السلام والصداقة إلى من وقفوا بجانب مصر وبالفهم والتفاهم لغيرهم. حققت رحلاته لإفريقيا خاصة أثيوبيا والصين وروسيا ثم دول أوروبا نجاحاً كبيرا. أعاد لمصر مكانتها فرض على واشنطن مراجعة حساباتها. عقدت مؤتمرات للاقتصاد وتفعيل العمل العربى المشترك وأطلقت مشروعات عملاقة إلى جانب مشروعات متوسطة للشباب مازالت تتحسس طريق النجاح. ويضيف للرصيد الجمع بين خطط شاملة آجلة مع مشروعات تضع حلولاً عاجلة تعطى الأمل فى مجالات منها الصحة والإسكان والتموين مع الالتزام بالمصارحة والشفافية وعدم إنكار المشكلات والأخطاء رئيس الجمهورية يتحمل مسئولية القرار والقيادة، والقيادة هى الرؤى أما تنفيذها فهو مسئوليتنا نحن الشعب فماذا يقول: «الشعب ميتر» ؟؟!!


لمزيد من مقالات د. ليلي تكلا

رابط دائم: