6 - رغم أن المجتمع الدولى مازال متمسكا بصحة القرار رقم«194» الخاص بحق العودة, حيث تتكرر الإشارة إليه على مدى يزيد على 67 عاما فى جميع القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة, إلا أن إسرائيل بدأت فى ظل أوضاع القوة الجديدة التى توفرها لها الهيمنة الأمريكية بالدق على وتر التشكيك فى إلزامية قرار العودة و الادعاء بأنه قرار غير ملزم, وأنه مجرد توصية لها طابع إنسانى فقط.. فضلا عن الترويج أيضا إلى أن معظم اللاجئين لا يرغبون فى العودة وأنهم لو جرى تعويضهم تعويضا مناسبا سيتنازلون تلقائيا عن هذا الحق!
وفى اعتقادى أن الاستسلام لمخططات التشكيك الإسرائيلية المدعومة أمريكيا تمثل الخطر الأكبر على قضية اللاجئين لأن حق العودة هو الشىء الوحيد الذى لا تملك أى سلطة فلسطينية أو عربية حق التنازل عنه لأنه حق يمتلكه أناس لم يفوضوا أحدا بالتنازل عنه نيابة عنهم, ثم إن العودة حق مؤبد وليس مجرد رخصة تفقد مفعولها بمرور الزمن, وبالتالى فهذا الحق لا يسقط بالتقادم!
والحقيقة أن التشكيك الإسرائيلى الذى لا يستند إلى أى أساس لأنه يمكن عودة اللاجئين إلى ديارهم دون أدنى تأثير على السكان اليهود فى إسرائيل, بل إن العكس هو الصحيح, حيث يمكن أن تسهم العودة فى إثراء الجانب الزراعى من الاقتصاد الإسرائيلى الذى يعانى نقصا حادا فى العمالة.
وإذا كانت إسرائيل تزعم بأن عودة اللاجئين ستؤدى إلى تعكير النقاوة اليهودية للدولة العبرية فإن ذلك يمثل سيف اتهام لها بالعنصرية فى عصر العولمة الذى يتبنى تبادل الأفكار ويرتكز إلى احترام حقوق الإنسان.
ورأيى أنه لن يكون هناك حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية إذا بقى حق العودة معطلا لكى يجرى دفنه بتراتيل العقلانية التى ترددها للأسف بعض الأصوات العربية والفلسطينية!
ولا تعليق !
خير الكلام :
<< السلطة قد تمنح البعض بريقا.. بعضه حقيقى وأغلبه مزيف !