رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قبل العاصفة
مع الاعتذار للزبالين..وآخرين

ما نطق به وزيرالعدل المستقيل حول أبناء الزبالين لم يكن زلة لسان بل وجهة نظرمتكاملة فندها السيد الوزيرفى حديثه وأغلب الظن أن ما سبب المشكلة ليس كلام الوزيرفى حد ذاته ولكن لأنه تجرأ وقال على الملأ وعبرشاشات التليفزيون ما يحدث بالفعل وبشكل عملى على أرض الواقع,وإذا ما عدنا إلى رواية يعقوبيان للكاتب علاء الأسوانى لوجدنا كيف أن الطالب المتفوق فى الثانوية العامة وكلية العلوم السياسية تحول إلى إرهابى لرفض قبوله بكلية الشرطة لأن والده يعمل حارس عقار (بواب) وهناك واقعة أخرى حقيقية لشاب انتحرمن أعلى أحد المبانى بعد رفض قبوله فى السلك التجارى لأسباب اجتماعية، وليس خافيا أن مسألة توريث المهن موجودة فى كثيرمن مؤسساتنا رفيعة المستوى وتكاد تكون مسجلة بأسم عائلات معينة فظاهرة توريث ابناء الأطباء فى كليات الطب معروفة ومتكررة والعائلات الدبلوماسية فى الخارجية تتوارث المهنة كما لوكانت وضع يد,وإذا عادت بنا الذاكرة لعدة سنوات مضت لطالعنا موضوعا صحفيا شهيرا فى «أخباراليوم» يتحدث عن دفعة المذيعين أبناء المشاهيرالذين تم اعتمادهم للعمل فى ماسبيرو يمكن تذكرها بالعودة إلى موضوع أخبار اليوم الذى وصف المجموعة بـ«دفعة الوسايط»,ولاشك فى أن تلك الممارسات أخطر بكثيرمن تصريحات وزيرالعدل المستقيل لأنها لا تخص أبناء الزبالين أوالطبقات الدنيا فحسب ولكنها تجعل وظائف معينة مغلقة من الأساس على فئات وعائلات محددة وتمنع كفاءات رفيعة المستوى من شغل مواقعها المستحقة حتى ولو كانوا من الطبقات المتوسطة أوالعليا,وأغلب الظن أن حال هذا البلد لن ينصلح إلا بالتخلص من الفساد والمحسوبية والوسايط,وأيضا بضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتنفيذ مبدأ تكافؤالفرص,وإلى أن يتحقق ذلك فالاعتذارواجب ليس فقط لأبناء الزبالين ولكن لطبقات أخرى عديدة.

لمزيد من مقالات عمـاد عريـان

رابط دائم: