يطلقون عليه فى المجتمعات الغارقة فى بؤسها وتعاستها، والرازحة تحت قيود الظلم والتمييز الاجتماعي: «خط أحمر»، بما يعنى أنه ممنوع الاقتراب منه، مهما تكن الأسباب، فهو مواطن مخطط بالأحمر، وهو ــ كما نعرف ــ علامة على الخطر، يجب أن نتوقف أمامه، باهتمام وحذر وأدب وطاعة.
ويمكننا نحن أن نطلق عليه «المواطن الأحمر» وهو الابن «المدلل» للدولة «الرمادية»، تلك الدولة التى تواجه تحديات بناء وتنمية صعبة، تنعكس بشكل رئيسى فى ضعف القدرات المؤسسية، وسوء نظام الإدارة. وعدم الاستقرار السياسي، كما أنها أيضا تعانى حوادث العنف والإرهاب.
يخرج «المواطن الأحمر» من رحمين، الأول: السلطة بأجنحتها السيادية، والثاني: الثروة، وبين «الرحمين» تمتد قناة تسمح بالتحالف، وعقد الصفقات والزواج بين السلطة والثروة، بل إن الثروة فى المجتمعات «الرمادية» قادرة على شراء السلطة، والتأثير فيها كما تشاء.
يعيش المواطن الأحمر بذهنية مريضة، تصور له أنه يمتلك كل شيء، وأنه فوق كل شيء، فوق الدولة والقانون وكرامات وحقوق الناس، بخاصة الفقراء والمهمشين وأبناء الطبقة الوسطي، الذين بلا حماية أو نفوذ، إذ ينظر إليهم على أنهم مجرد خطوط صفراء وبيضاء، مثل تلك الخطوط المرسومة على الطرق، والتى تدهسها الأقدام والمركبات، تماما كما يتعرضون لكل أنواع الدهس،الأمنى والاقتصادى والاجتماعي. تزدهر حياة المواطن الأحمر طالما تأخرت المجتمعات والدول فى حسم هويتها السياسية والاقتصادية، وتحديد انحيازاتها الاجتماعية، وإعمال سيادة القانون على الجميع، وإلغاء كل صور الظلم والتمييز الاجتماعي، وإعلاء قيم المساواة فى الحقوق والواجبات.
إن المجتمعات لا تصبح متحضرة إلا عندما تتخلص من ظاهرة قياس أهمية الشخص بما يمكنه من خرق للقوانين واعتداء على القواعد العامة.
> فى الختام.. يقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «هون عليك يا أخى.. فإنما أنا ابن أم كانت تأكل القديد فى مكة».