لو حظى المهاجرون الهائمون على وجوههم بمنطقة مضيق ملقة جنوب شرقى آسيا بمثل ما حظى به تهديد وزير زراعة أستراليا بقتل كلبين أمريكيين إن لم يتم ترحيلهما من البلاد لكانت محنتهم خفت لحد كبير.
أزمة الكلبين انتشرت أخبارها الخميس الماضى حين طالب برنابى جويس وزير الزراعة الاسترالى جونى ديب نجم هوليود وبطل سلسلة أفلام قراصنة الكاريبى الموجود حاليا فى أستراليا لتصوير مشاهد فيلمه الجديد بترحيل كلبيه خلال يومين أو أنهما سيعدمان لأنهما دخلا البلاد دون تصريح. انتهت الأزمة وتمت إعادة الكلبين وسط ضجة كبرى انتقدت بشدة الوزير الاسترالى لتعنته وتهديده غير الرحيم . أنا من محبى الحيوانات وأدعو للرأفة بها ،لكن أظن لو حشد مثل هذا القدر من الاهتمام الإعلامى وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى لإنقاذ مهاجرى القوارب الحائرين بين ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند لرفضها منحهم تصريح الدخول إلى أراضيها ، لكان من الممكن تخفيف محنتهم .وتشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى أن مضيق ملقة يشهد مأساة إنسانية كبرى تتطلب من الدول المعنية تحمل مسئوليتها وإنقاذ اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو7 آلاف شخص ومعظمهم من مسلمى الروهينجا من بورما. لايبدو أن المشكلة تؤرق الدول المعنية كثيرا وهناك تقاعس وتباطؤ، فرغم المحنة أعلنت تايلاند أنها ستستضيف اجتماعا نهاية الشهر الحالى بحضور الدول المعنية وبمشاركة بورما التى توجد بها أصل المشكلة ، ونأمل أن تكون نتائجها أفضل مما أسفر عنه اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبى بشأن الحد من تدفق مهاجرى القوارب عليها عبر المتوسط . وتستمر محنة هؤلاء اللاجئين إلى المجهول ، ويستمر صراعهم مع الموت إلى أن يصدر تصريح من المعنيين بشأنهم. التصريح الذى سيحصلون عليه إما بالدخول إلى أرض اليابسة أو لمن فاتته اللحظة سيكون تصريحا بالدفن تحت الأرض أو فى عمق البحر!
مأساة تضاف لمآسى المستضعفين ويقف العالم متفرجا.