2 - بصرف النظر عن بشاعة التفاصيل التى يتضمنها كتاب «المكان المقدس» الذى أشرت إليه أمس فإن كل سطر فيه يكشف عن صلف القوة الذى يشعر به الإسرائيليون والذى يبرر لهم أن يفعلوا ما يريدون والذى شمل كل أشكال الإيذاء ضد الفلسطينيين من مذابح وطرد وترويع يمثل فى مجمله جريمة متكاملة للتطهير العرقى.
وبرغم كل محاولات التبرير التى يسوقها ذلك اليهودى الشرقى ميرون بنفنستى فى كتاب «المكان المقدس» للتخفيف من وطأة الجرائم التى ارتكبها اليهود خلال عملية اغتصاب فلسطين فإنه يكشف عن ذعر كامن فى داخله وداخل كل إسرائيلى من مجرد الإشارة إلى حق العودة.
ويخطئ من يظن أن الذعر الإسرائيلى من حق العودة يتعلق فقط بما يمكن أن يترتب على استعادة اللاجئين الفلسطينيين لمنازلهم وممتلكاتهم المغتصبة ولكن مبعث الذعر هو أن حق العودة يمثل ضربة فى الصميم للفكر الصهيونى الذى قامت إسرائيل على أساسه.
لقد كان الترحيل والتوطين خارج فلسطين أحد أهم أعمدة الفكر الصهيونى التى روج لها تيودور هرتزل منذ أكثر من مائة عام عندما كتب فى 12 يونيو عام 1895 قائلا: سنحاول طرد المعدمين خارج الحدود بتدبير عمل لهم هناك وفى الوقت نفسه سنمنعهم من العمل فى بلدنا.
وعلى ذات الدرب الذى سار عليه تيودور هرتزل كتب الصهيونى المتعصب إسرائيل زانجويل فى أبريل عام 1905 يقول: يجب أن نستعد لطرد هذه القبائل العربية بالسيف مثلما فعل أجدادنا... والمعنى واضح وبما يؤكد صحة المقولة الشهيرة «حقا ما أشبه الليلة بالبارحة».
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام:
<< خير لك أن تنطق بكلمة حق لا ترضى سامعيك بدلا من أن تنطق كلمة نفاق تفقدك احترامك لنفسك!