رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
أمريكا والمخابرات والتعذيب

منذ أيام نشرت صحيفة «النيويورك تايمز» قصة تحقيقاتية تحدثت عن عمليات تعذيب ممنهجة ولها طابع مؤسسي، صرحت بها هيئات سياسية وعسكرية ومخابراتية وعلمية أمريكية في العراق عام 2004 (بعد الغزو مباشرةً) وهي من كشف فيما أُطلق عليه (فضيحة أبي غريب) وأدين فيها عدد من الجنود والضباط الأمريكيين، وقد ترافقت مع ذلك فضائح أخري للجنود البريطانيين في البصرة بالوا فيها علي المعتقلين ومزقوا المصاحف وألقوا بها في دورات المياه أمام أعينهم.

وتذكرون- قطعاً- ليزلي إنجلاند الجندية الأمريكية من ولاية فيرجينيا التي كانت تستمتع بتجريد الرجال المعتقلين من ملابسهم، وإجبارهم علي الجلوس فوق بعضهم البعض ثم تقف فوقهم بحذائها العسكري الثقيل، أو تجبر أحد المعتقلين علي السير وراءها مثل حيوان علي أربع فيما تجره بحزام من رقبته، أو تخيف معتقلا آخر إلي حد الموت بتعريض جسمه العاري لاقتراب كلب متوحش حتي يشعر المعتقل بأنفاسه فوق جلده.

لم أستغرب- وقتها- وحشية الأمريكيين أو انحطاطهم، إذ لم تخدعني صداقتهم في أي وقت من إدعائهم لها، فأنا من الجيل الذي عاصر تآمرهم علينا في 1965 ومؤامرة سيد قطب، ومنع المعونة، والضغط للتفتيش علي مفاعل أنشاص، والحلف الإسلامي، والإحدي عشرة إذاعة سرية التي وجهوها لنا، ومؤامرة 1967، وصفقات الفانتوم لضربنا في الاستنزاف، وصولا إلي الاشتراك في التآمر المعقد جداً علينا منذ ما قبل يناير 2011 وحتي الآن.

ولكنني استنتجت ما لم أملك دليلاً عليه- حتي الآن- وهو أن علماء نفسيين أعدوا الجنود الأمريكان بطريقة معينة حتي يتمكنوا من التصرف علي ذلك النحو الوحشي.

الآن صرت أملك دليلاً بعد أن أفصحت أمريكا وصحفها عن مشاركة البيت الأبيض والبنتاجون (وزارة الدفاع)، والمخابرات المركزية (CIA)، وجمعية علم النفس الأمريكية في جهد مشترك من أجل تصميم وتنفيذ برنامج حقير جداً لتعذيب المعتقلين العرب في العراق، وسحب غطاء يبدو قانونياً عليه بما يوفر الحماية لمن شارك فيه.

هذا هو البلد الذي قال إنه يدعم الديمقراطية في مصر ، وقال رئيسه المنحط أوباما لمبارك- وقتها- :»الآن..Now..يجب أن تترك الحكم» !


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: