وذلك خلال مؤتمر شرم الشيخ، ولم تخف دلالة أن تعلن ألمانيا فى كلمتها أمام المؤتمر تطلعها لزيارة رئيس مصر وتعزيز التعاون مع القاهرة بعد سنوات الاضطراب فى البلاد. ويتوجه الرئيس السيسى إلى ألمانيا خلال أسابيع وسط نشاط ملحوظ للدولة المصرية، واستعادة سريعة لدورها الفاعل على المسرح الاقليمى من خلال التصدى لمشكلة ليبيا وأزمة اليمن، فضلا عن حرصها على النشاط على المسرح الدولى بالسعى لشغل عضوية مجلس الأمن.
.. وقبل زيارة السيسى إلى ألمانيا بعثت برلين برسالة أخرى ذات دلالة مهمة، فقد أعلنت على لسان وزير الخارجية فرانك شتاينماير زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى عن أن «مصر شريك سياسى ومحوري». وأكد الوزير الألمانى أن أمن مصر يصب فى مصلحة أوروبا، وأشار إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من القطاع الاقتصادى الألمانى بالعديد من المجالات وخاصة الطاقة.
.. وتأتى زيارة السيسى لألمانيا وسط مؤشرات قوية بأن القوى الدولية الفاعلة تتطلع لزيادة التعاون مع القاهرة الجديدة، وهو الأمر الذى عبر عنه سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة جيمس موران أخيرا بتأكيده أن «القاهرة أكبر من الارهاب وتعيش طفرة تحت قيادة السيسي».
.. ويبقى أن ألمانيا هى «قوة اقتصادية عملاقة»، كما أنها إلى جانب فرنسا «المحرك الحقيقي» بل تحتلان بحق مقعد القيادة فى الاتحاد الأوروبي. وتتطلع ألمانيا إلى «شراكة محورية» بل واستراتيجية مع القاهرة فى المجال الأبرز «الطاقة»، وهنا فإن أغلب الحديث يدور حول المشروعات الضخمة للطاقة المتجددة.. وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومشروع ربط أوروبا بدول جنوب المتوسط وعلى رأسها مصر بأوروبا من خلال مشروع «الربط الكهربائى الموحد». وفضلاً عن ذلك فإن المجالات كثيرة ومتنوعة، وتأمل مصر فى تعزيز التعاون فى مجال تدريب العمالة ونقل التكنولوجيا الألمانية للقاهرة، وإحداث «طفرة» فى الاستثمارات الألمانية.
ومما لاشك فيه أن استعادة الزخم فى العلاقات المصرية ـ الألمانية من البوابة الاقتصادية والأمنية سوف يصاحبه زخم أكبر فى التنسيق السياسى بين القاهرة وبرلين.