حيث تؤدى الصراعات داخل الأحزاب المدنية وانهيار التكتلات والتحالفات إلى تراجع فرص مرشحى تلك الأحزاب لصالح الإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاصة, لاسيما الخلايا الإخوانية النائمة التى لاتجهر أبدا بانتمائها للجماعة المحظورة .
وأخطر مافى خلافات الأحزاب المدنية أنها طالت بشكل خاص الأحزاب الكبيرة التى كانت تطرح نفسها دوما كبديل مدنى ديمقراطى مثل الوفد والمصرى الديمقراطى والدستور والمصريين الأحرار والمؤتمر والتى استفحلت الخلافات داخلها ووصلت فى بعضها إلى مرحلة الانشقاق كما هو الحال فى الوفد أقدم أحزاب مصر والمنطقة العربية على الإطلاق .
وأسوأ مافى تلك الخلافات أنها أثبتت أن المطامع الشخصية لاتزال تحرك الحياة السياسية وأن الثورتين الشعبيتين اللتين شهدتهما مصر فى عامى 2011 و2013 لم تغيرا المشهد السياسى للأحسن ولو قيد أنملة، وإنما زادته سوءا وأصبحت الديكتاتورية والرغبة فى الاستئثار بالسلطة ومراكز صنع القرار فى الأحزاب أكبر من ذى قبل ولم تعد مقصورة على فئة معينة من القيادات الحزبية . بل إن صراعات السلطة فى الأحزاب كشفت زيف الكثير من الوجوه التى كانت تدعى ليل نهار الديمقراطية والعمل من أجل الصالح العام فسقطت الأقنعة وظهرت المطامع الشخصية ولو على جثث الآخرين ووصل الأمر بالبعض إلى افتعال أزمات مع الدولة بجميع مؤسساتها من أجل الظهور بمظهر البطل الوطنى بين أعضاء الحزب الذى ينتمى إليه مما يؤدى إلى استنزاف الدولة فى صراعات جانبية ساحتها فضائيات رجال الأعمال والذين يسعون فى الأساس إلى استغلال الإعلام والسياسة لممارسة فسادهم الاقتصادى بحرية ومواصلة مص دماء المصريين البسطاء.