وهذه الشريحة من الناس لا ينطق لسانها إلا بالشكوى والاعتراض علي كل شيء يصادفونه في الحياة وبالتالي تتحول أيامهم في الدنيا إلي» آهة عذاب» دائمة ومن ثم تحرمهم من لذة الاستمتاع بأي شيء جميل لأنهم مصابون بوهم الاضطهاد من جانب الآخرين وموهومون بأكذوبة سوء البخت في الحياة نتيجة عدم إدراكهم أن عدم النجاح ليس معناه الفشل نظرا لأن هناك حالات قد يستحيل فيها النجاح بسبب الظروف والملابسات المحيطة التي لا علاقة لها بالشخص وبأهليته للنجاح ومن ثم فإن فرصته في النجاح تبقي قائمة عندما تتغير الظروف والملابسات المحيطة به!
والحقيقة إن أكثر الذين يعانون من غياب الشعور بالرضا هم من الكسالى والمرضى حتى لو كانوا أثرياء وأصحاء لأنهم يصابون بالضجر والملل ليس من الحياة ذاتها رغم أن كل شيء ميسور أمامهم وإنما لأن هذا الكسل يؤدي إلي سيطرة الضجر والملل علي نفوسهم فهم دائما في صفوف المتفرجين ،ومن ثم يحرمون أنفسهم من استثمار الفرص التي تتاح لهم للعمل وتحقيق النجاح الذي يجذب انتباه الآخرين ويحصنهم ضد مشاعر الإحباط واليأس والاكتئاب.
إن مثل هذه الشرائح من البشــر ليســوا فقط مجــــرد كســــالي لا يعملون، وإنـمـــا هــم أيضـــا يحترفون النميمة ويصــوبون سهام حسدهم ونيران أحقادهم صوب من يصلون الليل بالنهار بحثا عن لقمة العيش بجد وشرف التي يقاسون الكثير من المتاعب في سبيل الحصول عليها حتي يشعروا بالسعادة عندما يؤوون إلي فراشهم ويحصلون علي النوم المريح بسهولة ويسر دون الحاجة إلي حبوب منومة من تلك التى يدمنها الكسالى وأثرياء الكلام!
والذين قالوا إن القناعة كنز لا يفنى كانوا يقصدون إن القناعة هي الباب الذي تدخل منه كل نسائم السعادة إلى نفس الإنسان
خير الكلام:
<< من لم يجلس في الصغر حيث يكره .. لن يجلس في الكبر حيث يحب !