رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
التعساء!

ليس‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أتعس‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يغرقون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬الحقد‭ ‬والحسد‭ ‬والغيرة‭ ‬والتطلع‭ ‬إلي‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الآخرين‭ ‬وتجاهل‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬أسبغها‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والستر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬والبنين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجاه‭ ‬والسلطة‭.‬

وهذه‭ ‬الشريحة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭ ‬لسانها‭ ‬إلا‭ ‬بالشكوى‭ ‬والاعتراض‭ ‬علي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يصادفونه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تتحول‭ ‬أيامهم‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬إلي‭» ‬آهة‭ ‬عذاب» دائمة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحرمهم‭ ‬من‭ ‬لذة‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬لأنهم‭ ‬مصابون‭ ‬بوهم‭ ‬الاضطهاد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الآخرين‭ ‬وموهومون‭ ‬بأكذوبة‭ ‬سوء‭ ‬البخت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬إدراكهم‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬النجاح‭ ‬ليس‭ ‬معناه‭ ‬الفشل‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬قد‭ ‬يستحيل‭ ‬فيها‭ ‬النجاح‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬والملابسات‭ ‬المحيطة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالشخص‭ ‬وبأهليته‭ ‬للنجاح‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬فرصته‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬تبقي‭ ‬قائمة‭ ‬عندما‭ ‬تتغير‭ ‬الظروف‭ ‬والملابسات‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭!‬

والحقيقة‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الشعور‭ ‬بالرضا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الكسالى‭ ‬والمرضى‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬أثرياء‭ ‬وأصحاء‭ ‬لأنهم‭ ‬يصابون‭ ‬بالضجر‭ ‬والملل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬ذاتها‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ميسور‭ ‬أمامهم‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الكسل‭ ‬يؤدي‭ ‬إلي‭ ‬سيطرة‭ ‬الضجر‭ ‬والملل‭ ‬علي‭ ‬نفوسهم‭ ‬فهم‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المتفرجين‭ ،‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يحرمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬استثمار‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتاح‭ ‬لهم‭ ‬للعمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬يجذب‭ ‬انتباه‭ ‬الآخرين‭ ‬ويحصنهم‭ ‬ضد‭ ‬مشاعر‭ ‬الإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬والاكتئاب‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشرائح‭ ‬من‭ ‬البشــر‭ ‬ليســوا‭ ‬فقط‭ ‬مجــــرد‭ ‬كســــالي‭ ‬لا‭ ‬يعملون،‭ ‬وإنـمـــا‭ ‬هــم‭ ‬أيضـــا‭ ‬يحترفون‭ ‬النميمة‭ ‬ويصــوبون‭ ‬سهام‭ ‬حسدهم‭ ‬ونيران‭ ‬أحقادهم‭ ‬صوب‭ ‬من‭ ‬يصلون‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬بجد‭ ‬وشرف‭ ‬التي‭ ‬يقاسون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتاعب‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬حتي‭ ‬يشعروا‭ ‬بالسعادة‭ ‬عندما‭ ‬يؤوون‭ ‬إلي‭ ‬فراشهم‭ ‬ويحصلون‭ ‬علي‭ ‬النوم‭ ‬المريح‭ ‬بسهولة‭ ‬ويسر‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلي‭ ‬حبوب‭ ‬منومة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬يدمنها‭ ‬الكسالى‭ ‬وأثرياء‭ ‬الكلام!‬

والذين‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬القناعة‭ ‬كنز‭ ‬لا‭ ‬يفنى‭ ‬كانوا‭ ‬يقصدون‭ ‬إن‭ ‬القناعة‭ ‬هي‭ ‬الباب‭ ‬الذي‭ ‬تدخل‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬نسائم‭ ‬السعادة‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬الإنسان‭ ‬

‬خير‭ ‬الكلام‭:‬

<< ‬من‭ ‬لم‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬الصغر‭ ‬حيث‭ ‬يكره‭ .. ‬لن‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬الكبر‭ ‬حيث‭ ‬يحب‭ !‬

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: