فى ضرورة التصدى بعمل جماعى يحمى الأمن القومى العربى من أخطار الإرهاب ومؤامرات التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية العربية، ولقد لخص الرئيس عبدالفتاح السيسى الأمر كله بتأكيده «نحن أمة فى خطر»، وانطلاقا من هذا التقويم الدقيق لخطورة الموقف، فإن مصر لن تتخلى عن أشقائها من الدول العربية، ليس فقط فى الخليج، بل فى جميع الدول العربية، وستقوم بحمايتهم اذا تطلب الأمر ذلك.
وفى الوقت الذى تؤكد فيه مصر وبإصرار «قوة الإرادة السياسية»، المدعومة شعبيا فى الدفاع عن الأمن القومى العربى بكل قوة، فإن القيادة السياسية المصرية حريصة فى ذات الوقت على التحرك فى إطار سياسى يجنب الجميع الخسائر، كما أنها مدركة لدروس التاريخ من أن الأمن القومى العربى لن يحمى إلا بالدول العربية مجتمعة.
وتدرك القيادة السياسية المصرية، أن درس الماضى يؤكد أن انتصار 1973 كان بفضل التضامن العربي، وتطبيق مقولة «إن النفط العربى ليس أغلى من الدم العربي»، كما أن التاريخ حافل بالكثير من الإخفاقات التى كان أهم أسبابها «التشرذم العربي»، و«الحروب الباردة» العربية.
ومن هنا فإن التحالف العربى الذى يضم السعودية ومصر والإمارات والكويت والأردن، من شأنه تقوية الموقف العربى فى هذه اللحظة التاريخية.
ويبقى أن النخب والشعوب العربية عليها أن تدرك «دقة اللحظة التاريخية»، وأنه ليس من قبيل المبالغة القول إن «الوجود العربي» بات مهددا، فها نحن نشهد «الفوضى غير الخلاقة» تضرب فى العواصم العربية بقوة، كما أن الحديث عن نظام أمن إقليمى جديد يمهد للشرق الأوسط الجديد، الذى تتحكم فيه قوى غير عربية «إسرائيل وإيران وتركيا»، على حساب المصالح العربية، وعلى أنقاض «نظام الأمن العربي»، لم يعد أمرا خافيا على أحد، فها هى القوى الغربية تتفاوض مع إيران على برنامجها النووي، كما أن تركيا تحاول الإسراع بتعزيز أقدامها ونفوذها فى العراق وسوريا والمناطق الكردية، بل وليبيا، وما لم ينهض العرب من سباتهم، لفرض إرادتهم، والدفاع عن مصالحهم وأمنهم القومي، وإبعاد الآخرين عن التدخل فى شئونهم، فإن الفراغ سيملأ من القوى المعادية.