رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قبل العاصفة
حسنى‭ ‬مبارك‭ .. ‬يغضب‭ ‬الشيعة

في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬أدلى‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬بحديث‭ ‬لقناة‭ ‬العربية‭ ‬الفضائية‭ ‬وكان‭ ‬غالبا‭ ‬مع‭ ‬الإعلامية‭ ‬اللبنانية‭ ‬جيزيل‭ ‬خوري‭,‬

يومها‭ ‬أثارمبارك‭ ‬حملة‭ ‬غضب‭ ‬شيعية‭ ‬غيرمسبوقة‭ ‬أغلب‭ ‬الظن‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬مصري‭ ‬فقط‭ ‬لأنه‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬إن‭ ‬الشيعة‭ ‬المقيمين‭ ‬خارج‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬يتصرفون‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬المواطنة‭ ‬أوإنطلاقا‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬وطنية‭ ‬وأن‭ ‬ولاءهم‭ ‬المذهبي‭ ‬له‭ ‬الغلبة‭ ‬على‭ ‬ولائهم‭ ‬لاوطانهم‭ ‬الأصلية‭,‬ عاصفة‭ ‬الشيعة‭ ‬على‭ ‬مبارك‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يضرب‭ ‬مثلا‭ ‬بخطورة‭ ‬المسألة‭ ‬المذهبية‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬والكويت‭ ‬ولبنان‭ ‬والبحرين‭ ,‬ وأتهمــوا‭ ‬وقتها‭ ‬الرجـل‭ ‬بالسـطحية‭ ‬وعـدم‭ ‬المعــرفة‭ ,‬ولكن‭ ‬حقيقـة‭ ‬الأمر‭,‬ التطـورات‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأمتان‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬منذ‭ ‬أحداث‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬تحديدا‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬تصريحات‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬وتحليلها‭ ‬بأثررجعي‭,‬ فالأحداث‭ ‬المفجعة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬والممارسات‭ ‬الإيرانية‭ ‬تكشف‭ ‬أن‭ ‬الأسس‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬تلعب‭ ‬بالفعل‭ ‬الدورالأخطر‭ ‬في‭ ‬تفجيرالأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬بتدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬أوبانصياع‭ ‬أطراف‭ ‬داخلية‭ ‬لتلك‭ ‬المخططات‭ ,‬وقد‭ ‬اتضح‭ ‬أنهم‭ ‬بالفعل‭ ‬يتصرفون‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬مذهبية‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬وطنية‭ ‬وممارسات‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وميليشيات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وجماعات‭ ‬المعارضة‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬استنادها‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬مذهبية‭ ‬وتعد‭ ‬بوابة‭ ‬واسعة‭ ‬لإختراقات‭ ‬ايرانية‭ ‬للأوطان‭ ‬العربية‭,‬ وقد‭ ‬اتضحت‭ ‬تلك‭ ‬الحقائق‭ ‬عند‭ ‬أول‭ ‬اختبارات‭ ‬حقيقية‭ ‬لها‭,‬ ولسنا‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬مذهب‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬فلهم‭ ‬جميعا‭ ‬كل‭ ‬الإحترام‭ ‬والتقديرولكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬البعد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬والمطالب‭ ‬الخاصة‭ ‬وإثارتها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬مذهبية‭ ‬وطائفية‭ ‬فتزداد‭ ‬الانقسامات‭ ‬والخلافات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الإحتراب‭ ‬الأهلي‭ ,‬وحتى‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الانتقادات‭ ‬مماثلة‭ ‬لجماعات‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والقاعدة‭ ‬وداعش‭ ‬وأنصاربيت‭ ‬المقدس‭ ‬والجهاد‭ ‬والجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لأنها‭ ‬جميعا‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬أسس‭ ‬المواطنة‭ ‬في‭ ‬تصرفاتها‭ ‬وحبست‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬طائفية‭ ‬ومذهبية‭ ‬ضيقة‭ ‬أوعملت‭ ‬لحساب‭ ‬تنظيمات‭ ‬دولية‭ ‬فأثارت‭ ‬أيضا‭ ‬الكثيرمن‭ ‬التوترات‭ ‬والإنقسامات‭..‬النتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬والاعتذار واجب‭ ‬لحسني‭ ‬مبارك.


لمزيد من مقالات عمـاد عريـان

رابط دائم: