يومها أثارمبارك حملة غضب شيعية غيرمسبوقة أغلب الظن أنها كانت الأولى من نوعها ضد رئيس مصري فقط لأنه قال في الحوار إن الشيعة المقيمين خارج إيران لا يتصرفون على أسس المواطنة أوإنطلاقا من قاعدة وطنية وأن ولاءهم المذهبي له الغلبة على ولائهم لاوطانهم الأصلية, عاصفة الشيعة على مبارك الذي كان يضرب مثلا بخطورة المسألة المذهبية على الأوطان انطلقت من إيران والعراق والكويت ولبنان والبحرين , وأتهمــوا وقتها الرجـل بالسـطحية وعـدم المعــرفة ,ولكن حقيقـة الأمر, التطـورات التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية منذ أحداث الربيع العربي تحديدا باتت في أمس الحاجة إلى إعادة قراءة تصريحات حسني مبارك وتحليلها بأثررجعي, فالأحداث المفجعة في العراق واليمن ولبنان والممارسات الإيرانية تكشف أن الأسس الطائفية والمذهبية تلعب بالفعل الدورالأخطر في تفجيرالأوضاع الداخلية لدول المنطقة سواء بتدخلات خارجية أوبانصياع أطراف داخلية لتلك المخططات ,وقد اتضح أنهم بالفعل يتصرفون على أسس مذهبية وليس على أرضية وطنية وممارسات الحوثيين في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان وجماعات المعارضة الشيعية في البحرين من الواضح استنادها إلى أسس مذهبية وتعد بوابة واسعة لإختراقات ايرانية للأوطان العربية, وقد اتضحت تلك الحقائق عند أول اختبارات حقيقية لها, ولسنا هنا بصدد التقليل من قيمة مذهب أو طائفة أو جماعة فلهم جميعا كل الإحترام والتقديرولكن الحديث عن غياب البعد الوطني في الدفاع عن القضايا والمطالب الخاصة وإثارتها على أسس مذهبية وطائفية فتزداد الانقسامات والخلافات إلى حد الإحتراب الأهلي ,وحتى تكتمل الصورة فقد كانت الانتقادات مماثلة لجماعات الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش وأنصاربيت المقدس والجهاد والجماعة الإسلامية لأنها جميعا ابتعدت عن أسس المواطنة في تصرفاتها وحبست نفسها في مناهج طائفية ومذهبية ضيقة أوعملت لحساب تنظيمات دولية فأثارت أيضا الكثيرمن التوترات والإنقسامات..النتيجة واحدة والاعتذار واجب لحسني مبارك.