رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
لماذا تأجلت الزيارة؟

هناك لغط كثير حول أسباب إعلان الصين المفاجئ عن تأجيل زيارة الرئيس الصيني لمصر في إطار جولة تشمل كلا من باكستان والسعودية

 وأغلب هذا اللغط - إن لم يكن بأكمله - يجافي الحقيقة خصوصا ما يتعلق بالعلاقات المصرية الصينية التي لم يسبق أن عاشت ازدهارا أو نموا مثل ما تعيشه اليوم كأحد نتائج الزيارة المهمة والناجحة التي قام بها الرئيس السيسي للصين قبل عدة أشهر.

والحقيقة أن من يفهم مرتكزات السياسة الخارجية للصين في السنوات الأخيرة يدرك إلي حد بعيد حرصها علي النأي بالنفس عن الدخول في أية محاور دولية أو إقليمية يمكن أن تحد من قدرتها علي أداء دور الوسيط المحايد والنزيه عند الضرورة تجاه الأزمات والمشاكل المتفجرة هنا أو هناك!

ومن يراجع توقيت الإعلان الصيني عن إرجاء الجولة يجد أنه جاء متزامنا مع حدثين مهمين أولهما بدء عاصفة الحزم في اليمن والتي تشارك فيها مصر والسعودية وباكستان وثانيهما مشاركة الصين في المراحل النهائية والحاسمة خلال مفاوضات لوزان بشأن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبري وحرص الصين علي نفي شبهة أي انحياز ضد إيران المتورطة في النزاع اليمني في مواجهة المحطات الثلاث الرئيسية للجولة وهي باكستان والسعودية ومصر.

المسألة إذن لا تتعلق من قريب أو بعيد بمصر أو غيرها من محطات الجولة المؤجلة ولكنها ترتبط برؤية وحسابات الصين إزاء معطيات التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط وفقا لمصالح ومقاصد المارد الأصفر الذي يعتقد القائمون على إدارة ملف سياسته الخارجية بضرورة التزام الحذر في التعامل مع هذه المنطقة التي تواجه حزمة كبيرة ومعقدة من الأزمات ذات الطبيعة المتغيرة نتيجة شدة ارتباطها بالمتغيرات الدولية والإقليمية وما شهدته المنطقة من فوران وغليان فوضوي في السنوات الأخيرة.

وظني أن زمن التأجيل لن يطول لأن الصين تدرك تماما أن باكستان والسعودية ومصر من القوي الرئيسية والفاعلة في المنطقة والقادرة علي إحداث توازنات استراتيجية مع قوي إقليمية أخري مثل إيران وبصرف النظر عن مقولة الصراعات المذهبية بين الجناح السني والهلال الشيعي!

خير الكلام :

ـــــــــــــــــ

<< كن جسرا يصلح بين الناس لا أن تكون حاجزا يفرق بينهم !

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: