فى الأولى خرج سكان مصر الجديدة يصرخون لضياع بقعة خضراء شكلت متنفسا لأهالى المنطقة لسنوات طويلة.. وشهدت طفولة العديد من الأجيال ليفاجأ السكان بعملية منظمة لقطع الاشجار، وبالاسمنت يفترش خضرة الحديقة العريقة .
فى الثانية : فوجئ سكان الزمالك الأعضاء فى نادى الجزيرة وغير الأعضاء باقتراح يعرض على الجمعية العمومية للنادى للموافقة على انشاء 3 جراجات تحت حديقة الاطفال وآخرين بالقرب من المدخل الرئيسى للنادى بناء على اقتراح من رجل أعمال يمتلك برجا يطلق عليه القاهريون «برج العار» لأنه يطل على شارع عرضه 4 أمتار فى حين أن طوله يتجاوز 40 دورا. وقد توقف تشغيله لأكثر من 40 عاما لانه لا يحتوى جراجا ومن المفترض تشغيله كفندق ويقع فى المدخل الرئيسى للزمالك، فاذا توقف أتوبيس أو اثنان لنقل السياح فقل على المنطقة السلام . فى الواقعة الثانية قال لى رئيس النادى المهندس الفرنوانى أن صاحب البرج سبق وعرض على مجلس الادارة 40 مليون جنيه يقترضهم من البنك بشرط أن يمنحه النادى خطابا بالموافقة على انشاء الجراج لكن مجلس الادارة رفض ولا أعلم لماذا يتم تمرير القرار على الجمعية العمومية مرة أخرى!
فى القضيتين ينتصر أصحاب الاموال، ولا اعتبار للغالبية العظمى من سكان القاهرة الذين يبحثون عن مكان خال من التلوث.. يحتاجون الى من يحافظ لهم على الاشجار الموجودة ولمن يزرع لهم أشجارا أخرى . فى نادى شباب الجزيرة تم رصف الملاعب الخضراء بالاسمنت ولتذهب الرئة الوحيدة التى يتنفس منها أهل القاهرة إلى الجحيم .
نحن نغرق فى متاهات من القوانين ونفوذ أصحاب النفوذ، ولا أدرى لماذا لم يتدخل محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد حتى الآن لمنع هذه الكوارث !