د. حاتم عبدالمنعم يكتب: الصِدِّيق في عيون العقاد (4 - 4)
'قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه في أول خطبة له: الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه كان ينظر للحق ويعمل لمصلحة الضعفاء، وهم عادة الأغلبية التي لا تملك مالًا أو نفوذًا، وهذا هو مضمون الديمقراطية والحكم والحاكم الصالح؛ بل هذا هو المقياس الصادق للحكم على سلوك أي إنسان من خلال معاملته للضعيف؛ لأنه من الطبيعي أن يحترم الجميع القوي ويهابونه، ولكن المعيار الحقيقي هو معاملة الضعفاء؛ لأنه خال من الرياء والمصالح أو المجاملة أو الخوف، والوقوف مع الضعفاء ليس له سوى معنى واحد؛ أن هذا إنسان قوي لا يخشى إلا الله، هذا الحاكم كان يذهب يوميًا إلى السوق ليعمل، وذات يوم قابله الفاروق فسأله إلى أين؟ فقال الصديق إلى السوق لكي أطعم عيالي، فأشار عليه أن يذهبا معًا إلى أبي عبيدة أمين بيت المال ليفرض له قوته.'