حكم استخدام المسبحة في ضبط الأذكار
=
8-10-2020 | 12:16
ما حكم استخدام المسبحة في ضبط الأذكار هل هو سنة أو بدعة؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد :
فمما لا شك فيه : أن المسلم مأمور بذكر الله تعالي ، فقد قال تعالي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } [الأحزاب: 41].
والمقصود بذكر الله_ تعالى _ ها هنا : ما يشمل التهليل والتحميد والتكبير، وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي ترضيه_ عز وجل_.
والمسلم مأمور بأن يتبع شتى الطرق التي تُعينه على ذكر الله_ عز وجل_؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والمسبحة من الأمور التي استحسنها المسلمون في زماننا المعاصر ولا يوجد فيها شيء من البدعة؛ لأن الفقهاء بيّنوا أن الوسائل تأخذ حكم الغايات، والمسبحة وسيلة، والغاية من استعمالها هي ذكر الله تعالى، فتأخذ حكم الذكر في هذه الحالة.
والمسبحة بهذا الشكل الموجود الآن في زماننا المعاصر لم تكن موجودة بهيئتها في زمن النبي_ صلى الله عليه وسلم_، وإنما ورد ما يشبهها على حسب ما تعارف عليه الناس في زمانهم.
فعن صَفِيَّةَ بنت حيي _رضي الله عنها_ قالت: دَخَلَ عَلَيَّ _رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم_ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقُلْتُ: لَقَدْ سَبَّحْتُ بِهَذِهِ، فَقَالَ: "أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ" فَقُلْتُ: بَلَى عَلِّمْنِي، فَقَالَ: "قُولِي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ".[ أخرجه الترمذي 5/555].
ويستفاد من هذا الحديث أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لم يُنكر على السيدة صفية ما فعلته من جمعها للنوى وتسبيحها به، فدل هذا على جواز اتخاذ كل ما من شأنه أن يُعين المسلم على ذكر الله_ تعالى_.
وعليه :
فاستخدام المسبحة في ذكر الله _ تعالى _ من الأمور الجائزة شرعًا، ولا يوجد ما يمنع من استخدامها، أو يدل على بدعيتها.