صفحة كاملة بالصور
موضوعات مقترحة
"تل البندارية" الأثرى بالمنوفية.. يريد حلًا
الأهالى: المقابر عمرها مائتا عام وأجدادنا مدفونون بها.. الآثار: يخضع للهيئة وله أهمية تاريخية.. واقترحنا حلًا يرضى جميع الأطراف
المنوفية – أحمد السيسى: يعد تل البندارية الأثرى الذى يقع في الطرف الجنوبى الشرقى من قرية البندارية، مركز تلا بمحافظة المنوفية، من أهم المناطق الأثرية بالمحافظة، ومع صدور قرار بتبعيته لهيئة الآثار تفجرت المشكلات بين الهيئة وسكان القرية؛ حيث أقام الأهالى منذ عشرات السنين مقابر لدفن موتاهم فوق التل، وما زاد من تفاقم المشكلة قيام الآثار بعمل حفائر فوق التل بحثا عن بقايا القرية القديمة ما أدى إلى إزالة عدد كبير من مقابر الأهالى.
تقول جيهان رشاد مدير عام منطقة آثار المنوفية: يعتبر تل البندارية الأثرى من أهم مناطق الحفائر بوسط الدلتا علي وجه العموم ومحافظة المنوفية علي وجه الخصوص، وتقدر مساحته بـ 25 فدانا و17 قيراطا تقريبا، وهو يرتفع عن مستوى سطح الأرض بأربعة أمتار، وتؤكد الشواهد أن البلدة كانت عامرة في أواخر العصر الرومانى وطوال العصر القبطى قبل أن تندثر.
وأضافت أن تل البندارية مسجل وخاضع لقانون حماية الآثار، وقد ورد اسم البندارية في المصادر التاريخية مثل كتاب " نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق "للإدريسى مثل عبارة : " البندارية كانت تضم ضياعًا وبساتين ومسجدًا جامعًا وحمامًا وكان عليها خراج".
وكشفت "رشاد" عن أن الحفائر بدأت بتل البندارية عام 1976 حتى عام 2010م، ثم توقفت نظرًا لظروف التى مرت بها البلاد عقب ثورة يناير 2011، وقد تم استخراج أواني فخارية قبطية وإسلامية، وعملات رومانية وإسلامية وبعض العقود المحلاة بالأحجار الكريمة والقطع الذهبية والتماثيل الحجرية والخزفية، والتل يعتبر حقل خصب حيث لم يتم الحفر بعد في المنطقة الشرقية التي يُعتقد أنها أغنى من المنطقة الغربية.
وواصلت أنه تم اكتشاف بقايا صوامع غلال مدفونة ودلائل علي وجود أفران لحرق الفخار، ولاتزال بقايا هذه القرية ماثلة في بقايا المباني بالطوب اللبن، وبالتل منطقة جبانات إسلامية وفي قمته ضريح " سيدى على الكومى " الذى ينسب إلى آل البيت وتوفي عام 765هـ، كما أن المنطقة تتمثل في المقابر القديمة منذ أوائل الفتح الإسلامي والمنطقة غنية بالفخار القبطى .
وأكدت مدير عام منطقة آثار المنوفية أنه استمرارًا لمسلسل التعديات على ذلك التل الأثري قام الأهالي ببناء مقابر على التل بالمخالفة للقانون لأنه مملوك للدولة ولا يوجد تصالح على التعديات على أملاك الدولة وحمايته واجب على الهيئة ، مشيرة إلى أنها قامت بتحرير محاضر للمتعدين وطالبت مديرية الأمن ومحافظ المنوفية بتنفيذ قرارات إزالة التعديات على ذلك التل الأسرى.
حل يرضي جميع الأطراف
وكشفت جيهان رشاد مدير عام منطقة آثار المنوفية أنها اقترحت بل وخاطبت الجهات المسئولة بالمحافظة لعمل جسات فى جزء من التل وهو جزء منخفض تقدر مساحته بحوالي ٨ أفدنة لتصفيتها وتسليمها للمحافظة لإقامة جبانات جديدة عليها تسهيلا لاستكمال أعمال الحفائر على باقى التل، وتسهيلا للأهالى لبناء مقابر جديدة لهم وننتظر رد المسئولين حيال هذا الاقتراح.
الخبراء يؤيدون
وأگد الدكتور "أحمد دراز" رئيس قسم التاريخ والآثار السابق بكلية الآداب جامعة المنوفية والمتخصص في الآثار المصرية أن حماية المناطق الأثرية واجب وطني للحفاظ على التاريخ والحضارة التى نعرفها ونقدر قيمتها، فتل البندارية يعد من التراث المصري العريق الخاضع لهيئة الآثار، بينما نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا بين حرمة الموتى في المقابر الموجودة فوق التل وبين المنطقة الأثرية،
وأضاف أن هناك تقريبا ثمانية أفدنة يمكن أن يتم عمل جسات عليها لمعرفة هل يوجد بها آثار أم لا، وفي حالة ثبوت عدم وجود أي مؤشرات تدل على وجود آثار يتم تصفيتها وتسليمها للأهالى كى يقيموا عليها مقابر بدلا من المقابر القديمة.
الأهالى يطلبون حماية موتاهم
من جانبهم، طالب الأهالي بتوفير مكان بديل لإقامة مقابر جديدة لدفن موتاهم أو التمكن من ترميم مقابرهم القديمة المتهالكة؛ حيث يقول محمد حمدي رئيس مجلس إدارة مركز شباب البندارية إن عمر المقابر المقامة فوق التل يقدر بأكثر من مائتي عام فقد ورثناها عن أبائنا وأجدادنا، وتقام المقابر على مساحة حوالي فدانين إلى ثلاثة فدادين فقط من إجمالي المساحة الكلية للتل، مشيرا إلى أن رحلة النزاع بين الأهالي وهيئة الآثار بدأت منذ ٢٠ عاما بعدما صدر قرار بتبعية التل لهيئة الآثار وتم منع الأهالي من ترميم المقابر نتيجة انهيارها وتهدمها من الأمطار لقدم مبانيها، وعلى الرغم من اتباع الإجراءات اللازمة للترميم لم نتمكن من القيام بالترميم.
ويضيف ـ عماد صالح ـ أحد أهالى القرية ـ إنه مع كثرة حالات الوفيات في ظل جائحة كورونا ونتيجة لزيادة عدد السكان قمنا بترميم ٢٠ مقبرة لحماية الموتى من الذئاب والكلاب الضالة التى تستخرج الجثث من المقابر المتهدمة والمتهالكة مما دعا هيئة الآثار لتحرير محاضر ضد ١٦٨ فردا من أهالى القرية .
وأعرب إبراهيم الصيفى ـ من شباب البندارية ـ عن شدة حزنه لوجود مقابر مفتوحة بها جثث مكشوفة بعد أن تم منعهم من ترميمها وتغطية الموتى .
وبدموع منهمره يروى لنا نادر رحرح عن انهيار المقبرة التى دفن بها والده ووالدته وتم ظهور جثتيهما وهو عاجز عن أن يوارى سوءاتهما بعد مماتهما لمنعه من ترميم المقبرة، مشيرا إلى أنه أمر محرم في جميع الأديان السماوية.
وأشار محمد سلامة ـ أحد الأهالى ـ إلى عدم وجود إنارة بالمقابر تسهل لهم عملية الدفن ليلا، وقال إنه تم منعنا من تركيب كشافات إنارة، موضحا أن عدد السكان في تزايد مستمر مع نقص عدد المقابر، ويواجهون مشكلة عند كل حالة دفن .
المنوفية – أحمد السيسى