الإسماعيلية ـ خالد لطفي:
موضوعات مقترحة
لم يشفع للمدعو "إسلام" امتلاك والده أرضا زراعية بمساحة كبيرة إلا أن الطمع والرغبة في جمع المال بأي وسيلة سيطرا عليه لذا بدأ يفكر دخول عالم الاتجار في المواد المخدرة بعد أن شاهد أشخاصا يرتبط بعلاقات بهم يعملون في هذا المجال وتتدفق السيولة المادية بين يديهم ويشترون بها العقارات والسيارات والأراضي ويدخرون جزءا منها في البنوك.
راح يبحث عن المصادر السرية التي تساعده على جلب البانجو ووجد أحدهم واتفق معه على تدبير حصص ثابتة من المخدر لفتح سوق جديدة في محيط سكنه يستقبل من خلالها العملاء الوافدين إليه من مختلف محافظات شرق الدلتا والقاهرة الكبرى لمنحهم الكميات التي يريدونها بل ويساعدهم لنقلها عن طريق المعابر المائية المطلة على المجرى الملاحي للقناة بواسطة أفراد مدربين على تهريب البانجو وحقق نجاحات لا بأس بها بعد أن توافد عليه الزبائن وذاع سيطه بشكل لافت للنظر لرخص بضاعته وسهولة الحصول عليها ووسط انتعاش تجارته المحرمة لم يضع في حسبانه أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية لإدراكه أنه ليس مسجلا جنائيا ويتستر دومًا في نشاطه تحت حرفة الزراعة لكي لا ينفضح أمره.
استمر على هذا الحال يجلب ويبيع النبات المخدر ولا يعنيه سوى الربح على حساب صحة الناس، ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري ورصد المناطق التي يتردد عليها بجانب مزرعة والده الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من لفافات البانجو المعد للبيع لعملائه.
كان اللواء منصور لاشين مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع اللواء طلعت عبد الهادي مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة وفحص المعلومات الواردة بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتجمع داخلها تجار الكيف ليمارسوا نشاطهم في بيع المواد المخدرة بالجملة والقطاعي لزبائنهم الذين يبحثون عن أصنافها المختلفة وكيفية إعداد الخطط الأمنية اللازمة لملاحقتهم والإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم .
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد صلاح رئيس المباحث العامة ودلت تحرياتهم على أن المدعو إسلام 27 سنة مزارع لم يسبق اتهامه في أي قضايا جنائية اتجه منذ سنوات لجلب والاتجار في البانجو السيناوي بواسطة مصادر سرية.
وأضافت التحريات أن المتهم يستخدم سيارته التي لا تحمل لوحات معدنية في نقل لفافات النبات المخدر وتسليمها للعملاء الذين يتوافدون من الوادي لمنحها لهم بعد التزامهم بسداد قيمتها المالية "كاش" وبدون تقسيط.
وأشارت التحريات إلى أن "تاجر الكيف"- من القنطرة- يعمل تحت يديه أشخاص مدربون على تهريب البانجو بطرق التهريب التي يتبعونها ويصعب كشفها بسهولة مقابل منحهم عمولة مادية.
وبعرض التحريات علي النيابة تم إصدار إذن لضبط تاجر الكيف وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط مزرعة المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بملابسهم المدنية للتمويه عليه وبتفتيش سيارته وجدوا في صندوقها الخلفي كميات كبيرة الحجم من النبات المخدر.
وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها، وبعرضه على رئيس نيابة القنطرة، أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.