Close ad

"كورنتينة القصير".. شاهد على ريادة مصر فى الحجر الصحى

23-9-2021 | 16:36
كورنتينة القصير شاهد على ريادة مصر فى الحجر الصحى" كورنتينة القصير " .. شاهد على ريادة مصر فى الحجر الصحى

البحر الأحمر- عرفات على: تعتبر مصر من أقدم دول العالم فى إقامة حجر صحى بالموانئ للكشف على القادمين من خارج البلاد منذ عقود طويلة..  فمنذ  ٢٠٠ عام أو أكثر من ذلك بقليل أقام محمد على باشا، "كورنتينة القصير"، لحجز المشتبه فيهم بالعدوى، من القادمين عبر ميناء القصير البحرى، لتكون هذه الكورنتينة أقدم حجر صحى في مصر لكن ماهى قصة هذا " الحجر " أو كما يطلق عليها حتى الآن سكان مدينة القصير " الكورنتينة"؟.

موضوعات مقترحة

فكما يقول الباحث والمؤرخ طه حسن الجوهرى: إنه عندما انتشر وباء الكوليرا فى مصر قديمًا ووصل عدد ضحاياه إلى أكثر من 150 ألف نسمة – وكان رقمًا مهولًا آنذاك بالنسبة لعدد السكان -، واجتمع قناصل الدول الأوروبية في الإسكندرية حينذاك خوفًا من تسرب الطاعون وشكلوا فيما بينهم مجلسًا للصحة، وكان هذا المجلس يهيمن على الأمور الصحية، ويشرف على إنشاء "معازل"؛ حيث قام بفرض معازل وأماكن حجر صحى فى موانئ دمياط ورشيد والعريش لمنع انتشاره إلى دول أخرى.. وفى ضوء ذلك استغل محمد على باشا والى مصر أحد المبانى القديمة في المدينة والتي كانت تستخدم لتشوين الغلال وهى شونة الغلال الأثرية القابعة بالمدينة والتي تشكو الإهمال كأثر له تاريخ وبنيت في عهد السلطان العثمانى سليم الثالث على مساحة تربو على خمسة آلاف متر وسط المدينة عام 1012 هـ - 1798 م، وهو العام السابق على مجيء الحملة الفرنسية كما كان مدون على لوحة خشبية أعلى الباب الرئيسى .. إلا أن أحد الجاهلين بقيمة التراث قام بطمس الكتابة منها.

 ويضيف أن المؤرخ المرحوم كمال الدين حسين ذكر ذلك في كتابه عن القصير وذكر أيضًا أن محمد علي أضاف لهذه الشونة بعض الأبنية .. ولكن ليس لتشوين الغلال، وإنما لتستخدم كغرف للحجر الصحى وكان وراء ذلك عدة أسباب منها كثرة القادمين من الخارج من دول شمال افريقيا والمغرب العربى الذين يشتبه في مرضهم لأداء فريضة الحج مرورا بمصر فكان يتم حجزهم فى الحجر الصحي حتى تثبت سلامتهم من الأمراض الوبائية .. كما كانت تظهر بعض الأمراض المعدية على القادمين من الحج خلال عودتهم.

أوضح أن "الكورنتينة" كانت تحتوى على مكان لإقامة المرضى ومكان لمؤن من الطعام، وكان لزامًا على المسئول عن ذلك المكان أن يوفر ما يلزم لإقامة المرضى، وهناك وثيقة بتاريخ غرة صفر 1275هـ /1858م تشير إلى انه كان يقيم بها 87 من المرضى إضافة إلى مجموعة من الفقراء أو "المقاطيع" وعابري السبيل الذين لا تسمح حالتهم بالإقامة في الأحواش، والتي كانت بمثابة فنادق ربما كانت أسعارها ليست في متناولهم، وعند خروجهم كان يصرف لهم المؤن و"البقسماط" .. كما أمر محمد علي بتعيين عدد من الحراس الأشداء لحماية الأطباء والممرضين والمرضى من اعتداءات اللصوص، وكذلك لمنع محاولات بعض المرضى من الهروب والاختلاط بسكان المدينة، وكذلك دفع أجرة لهم لتوصيل الحجاج إلى بئر عنبر في قفط .

واختتم أن الطبيب الألمانى "كارل بنيامين كلو سنجر" أبرز الأطباء الذين عملوا بالحجر الصحى بالقصير في عهد الخديوى إسماعيل وبالتحديد عام 1864؛ حيث عمل به لمدة عشر سنوات فى مستشفى صغير تم إقامته هناك فى عهد الخديو عباس باشا الأول.

اقرأ أيضًا: