Close ad

رجال حول الرسول "طلحة الخير".. دافع عن الرسول في أُحد فبشره بالجنة والشهادة

4-5-2021 | 17:00
رجال حول الرسول طلحة الخير دافع عن الرسول في أُحد فبشره بالجنة والشهادةطلحة بن عبيد الله
علي شفيق الشيمي

كانت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل الخلق بعد الرُسل والأنبياء، وفي حديث رواه جابر عن عبد الله أن رسول صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالي اختار أصحابي على العالمين"، فكانت مواقف الصحابة رضوان الله عليهم دائمًا على قدر التشريف والتعظيم الذي أكرمهم به الله تعالي فكانوا مثلاً للفداء والتضحية.

موضوعات مقترحة

ومن أشهر هؤلاء الصحابة وأعلاهم منزلة، العشرة المبشرون بالجنة، ومنهم الصحابة الجليل طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-

قال أبو بكر الصديق إذا ذُكر يوم أُحد، قال:"ذاك كله يوم طلحة"

لقد أُبلي طلحة رضي الله عنه بلاء حسنًا في الإسلام، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلا بدرًا، وكانت له يوم أُحُد اليد البيضاء فثبت يومئذٍ مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ووقاه بيده فشُلت أصابعه وجُرح يومئذٍ أربع وعشرون جُراحاً، ويقال: "كانت فيه خمس وسبعون بين طعنة وضربة سيف ورمية رُمح، وسماه رسول الله يوم أحد طلحة الخير".

وعن جابر رضي الله عنه، قال: لما كان يوم أُحد وولي الناسُ، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في ناحية في اثني عشر رجلاً، منهم طلحة فأدركهم المشركون، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "من للقوم"، قال طلحة: أنا، قال: "كما أنت"، فقال رجل: أنا، فقال: "أنت"فقاتل حتى قُتل،ثم ألتفت فإذا بالمشركين، فقال: "من لهم؟" قال طلحة: أنا، قال: كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا، فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى بقي طلحة مع نبي -صلي الله عليه وسلم-، فقال: "من للقوم؟" قال طلحة: أنا، فقاتل طلحة الأحد عشر رجلاً حتى قُطعت أصابعه - فتألم من الجراح، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون"، ثم ردّ الله المشركين، وقد قال له رسول صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: "أوجب طلحة" أي وجبت له الجنة،وذلك أنه كان علي -رسول الله صلي الله عليه- وسلم درعان، فأرد أن ينهض وهما عليه ليصعد الصخرة هنالك، فما استطاع فطأطأ له طلحة فصعد علي ظهره حتى استوى عليها فقال: "أوجب طلحة"

استشهاد طلحة

على الرغم من شدة المعركة في غزوة أُحد لم يستشهد طلحة، إلا أن النبي صلي الله عليه وهو الصادق الأمين أخبره باستشهاده فعن طلحة، قال: إن أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قالوا لأعرابيّ جاهل: اسأل عمن قُضي نحبه من هو؟وكانوا لا يجترئون علي مسألته، ليس خوفاً ولكنهم يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله مرة ثانية، فأعرض ثم سأله، فأعرض عنه، ثم أني اطلعت من باب المسجد وعليّ ثياب خُصّر، فلما رآني النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: أين السائل عمّن قضي نحبه؟ ،قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال:"هذا ممن قضي نحبه وأشار إليه".

وتوفي النبي صلي الله عليه وسلم وهو عنه راض، وتمر الأيام فلما اجتمع به عليّ بن أبي طالب يوم "موقعة الجمل"، التي دارت بين عليّ بن أبي طالب من جهة وبين وطلحة والزبير من جهة أخري وكانت السيدة عائشة حاضرة حين ذاك، وكان سببها الفتن و المؤامرات من الخوارج، فوعظه فتأخر فوقف في بعض الصفوف، فجاءه سهم من مجهول فوقع في رقبته وقيل ركبته، فمات -رضي الله عنه-.
وعن طلحة بن مطرف:"أن علياً انتهي إلي طلحة وقد مات فنزل عليّ عن دابته وأجلسه، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه، وقال: "ليتني مِتُ قبل هذا بعشرين سنه"، وعن عليّ رضي الله عنه قال: "بشروا قاتل طلحة بالنار".. (سير الأعلام 1/37).

وقال الذهبي: قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل عليّ رضي الله عنه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة