Close ad

من الفراعنة لعصرنا الحديث.. «وحوى يا وحوى» تعبر الزمان.. و«القمر» بطل الحدوتة الشعبية

2-5-2021 | 11:22
من الفراعنة لعصرنا الحديث «وحوى يا وحوى تعبر الزمان و«القمر بطل الحدوتة الشعبيةرسم تخيلي للملكة إياح حتب وابنها أحمس بطلي حكاية وحوي يا وحوي
كتب - هشام عاطف
الأهرام التعاوني نقلاً عن

من ذكرى الانتصار إلى ذكرى شهر رمضان الكريم، انتقلت عبارة «وحوى يا وحوي» عبر آلاف السنين من زمن الفراعنة لعصرنا الحديث محتفظة بنفس النطق والكلمات رغم اختلاف اللغة من المصرية القديمة للعربية، لكن أضيفت إليها بعض الكلمات من التراث الشعبى الذى انتشر زمن الفاطميين، لكى تكتمل الأغنية التى أطربنا بها المطرب أحمد عبد القادر لأول مرة عام 1937 بكلمات محمد حلمى المانسترلى وألحان أحمد شريف، معبرًا عن التقليد المصرى بتوديع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان.

موضوعات مقترحة

لكن يا ترى ما أصل هذا الكلام؟ وما حكايته؟... فى هذا التقرير نسرد أصل الحكاية..

«إياحة» بالعامية القديمة معناها «قمر الزمان» باللغة العربية، وكان قديما فى الأسرة السابعة عشر الفرعونية ملكة محبوبة من مليكها وشعبها تدعى «إياح حتب». هى الملكة الفرعونية التى لا يعلم المصريون عنها الكثير، ولم تحظ للأسف بالقدر المناسب من الاحتفاء والتقدير على دورها التاريخى فى حماية مصر والدفاع عنها، على الرغم من تغنينا باسمها كل عام فى مطلع شهر رمضان، «وحوى يا وحوى إياحة».

الملكة «إياح حتب» الأولى، هى ابنة الملك «تاعا الأول»، والدتها الملكة «تتى شري»، والتى يقول موقع ويكيبيديا عنها، إنها كانت فلاحة مصرية بسيطة تزوجها الملك وأصبحت أحد ألمع الملكات المصريات، أنجبا «تاعا» و»تتي» ملكتنا «إياحة»، التى تزوجت الملك «سقنن رع»، ووقفت بجواره فى حربه ضد الهكسوس. تلك الحرب التى انتهت بموته، فلعبت نفس الدور مع ابنها الكبير «كامس» فى حربه ضدهم، حتى مات هو الآخر، فكانت بعده هى الوصية على الملك «أحمس» ابنها الأصغر قاهر الهكسوس، الذى لم يتعد عمره وقتها العشر سنوات، حيث قامت بتصريف شئون الدولة وإدارة الحكم سياسيًا وعسكريًا حتى تولى أحمس مقاليد الحكم. قادت فى تلك الفترة شعلة النضال المصرى ضد الهكسوس، وقتها جمعت شمل الجيش، ووضعته تحت رعايتها، وقبيل حرب التحرير، أعلنت «إياح حتب» نفير الحرب، فأتى الرجال والشباب من كافة بقاع مصر، فألقت فيهم خطاب حماسي، قالت فيه لابنها أحمس: «لا تعود إلا بالنصر».

ذكرت النصوص أن «إياحة» هى واضعة اللبنات الأولى فى بناء السياسة التى سار عليها ابنها أحمس فى حربه ضد الهكسوس، وتعد صاحبة إدخال العجلات الحربية لمحاربة الهكسوس إلى مصر، وذكرت النصوص أنها كانت تعبئ الجيوش، وتقف فى الخطوط الخلفية تشجع المصريين على المشاركة فى الحرب، كما يعتقد المؤرخون أن «إياحة» شاركت بالفعل وقادت حملات لقتال الهكسوس، مع وجود احتمالات قوية ترجح كونها قادت الجيش المصرى فى معارك حربية لتأمين الحدود الجنوبية.

وبعد حربهم ورجوعهم منتصرين خرج الشعب المصرى جميعا مستقبلا لها بالأزهار قائلين لها: «وحوى يا وحى إياحة».. أى يا أهلا ويا مرحبا بقمر الزمان، وكان هذا اسمها. فكلمة «إياح» تعنى قمر و»حتب» تعنى الزمان. أما كلمة «واح واح» بمعنى أهلا ومرحبا. ومع مر الزمان تحولت الكلمات وأصبحت تحية رؤية هلال رمضان بـ»وحوى يا وحوي» أى أهلا بقدوم القمر أى هلال رمضان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة