ساحر الأدب، جابو، أحد أعظم الكتاب في القرن العشرين، أشهر كاتب أمريكي لاتيني في التاريخ، ولد جابرييل خوسيه دي لا كونكورديا جارسيا ماركيز في 6 مارس عام 1927 في أراكاتاكا بكولومبيا، وكان الأخ الأكبر لـ12 شقيقًا، عمل والده صيدليًا، أمضي مع أسرته السنوات الثماني الأولى من حياته مع أجداده للأم، الكولونيل نيكولاس ماركيز من قدامى المحاربين في حرب الألف يوم، وجدته ترانكويلينا ماركيز، سمع خلال هذه الفترة حكايات وذكريات الجد العسكرية، وبعد وفاة جده انتقلت الأسرة بارانكويلا، والتحق بإحدى المدارس الداخلية، وظهرت بها موهبته في كتابة الأشعار ورسم الكاريكاتير، والتحق بالمدرسة اليسوعية الثانوية في سان خوسيه في 1940م، حصل على منحة في مدرسة لليسو ناسيونال للموهوبين في مدينة زيباكويرا، وتخرج منها في 1947م.
التحق بكلية القانون التابعة لجامعة كولومبيا الوطنية، ونشر قصته القصيرة الأولى "الاستقالة الثالثة" بجريدة " El Espectador" المشاهد عام 1947م، ثم انتقل إلى جامعة كاراتاجينا بعد إغلاق جامعته بسبب النزاعات السياسية في بلده، انقطع عن الدراسة وعمل صحفيًا عام 1950م، وأُرسل إلى روما في 1954م، وعمل من وقتها مراسلاً صحفيا، ونشر روايته الأولى "ورقة العاصفة" في 1955م.
انتقل ماركيز بين عدة دول واستمر بعمله الصحفي في باريس، إسبانيا، بوجوتا، ثم انتقل إلى الخدمة الإخبارية التي أنشأها نظام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في مدينة نيويورك، واستقر في أوائل الستينيات في مكسيكو سيتي، حيث كتب 100 عام من العزلة الرواية التي جلبت له الشهرة والثروة، كون صداقات مع كبار القادة بما فيهم كاسترو.
برع في كتابة الروايات من المدرسة الأدبية المعروفة بالواقعية السحرية والتي تجمع بين الواقع والخيال، منها لا أحد يكتب إلى العقيد1961م، في ساعة الشر 1962م، خريف البطريرك 1975م، وقائع الموت المتنبأ به 1981م، الحب في زمن الكوليرا 1985م، ورواية عن المحرر سيمون بوليفار، وآخرها لم آت لألقي خطاب 2010م، وتُرجمت كتبه إلى عشرات اللغات، كما كتب مذكراته بعنوان تعيش لتروي الحكاية في 2002.
حصل على جائزة نيوستاد الدولية للآداب (جائزة الأدب الأمريكي)، وجائزة رومولو جاليجوس في 1972م، ووسام جوقة الشرف الفرنسية 1981م، جائزة نوبل للآداب عام 1982م عن رواية مائة عام من العزلة التي بيع منها 20 مليون نسخة حول العالم، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في الكتابة من جامعات كولومبيا ، نيويورك.
تزوج من مرسيدس بارشا باردو في عام 1958م، أنجبا المخرج السينمائي رودريجو ماركيز الذي يعيش في الولايات المتحدة، ومصمم الجرافيك جونثالو ماركيز، أصيب بسرطان الجهاز اللمفاوي في عام 1999م، وتوفي في 17 أبريل 2014 في منزله في مكسيكو سيتي، وحُرق جثمانه في تجمع عائلي خاص، وأقيم تأبين رسمي له في 22 أبريل حضره رئيسا كولومبيا والمكسيك في مكسيكو سيتي، ونقل موكب جنازة الجرة التي تحتوي على رماده من منزله إلى قصر الفنون الجميلة مقر الاحتفال، بالإضافة إلى جنازة رمزية له في مسقط رأسه بكولومبيا.