Close ad

الاهتمام الموسمي بالآثار

17-2-2021 | 15:18
الأهرام اليومي نقلاً عن

ينبغي أن يكون الاهتمام بحماية الآثار نشاطاً دائماً للرأي العام، وليس مجرد فَوَرَان وقتي بسبب واقعة ما، لأن القضية أكبر وأعقد وأخطر من أن ينحصر الاهتمام بها في حدود الحكومة وعلماء الآثار وبعض الأكاديميين والنشطاء، فمع كل التقدير لدورهم، إلا أنه يجب أن يكون عموم المواطنين على علم ودراية بالتفاصيل؛ لأنهم هم أصحاب المصلحة في حماية آثار بلادهم، وهم القادرون على التصدى لتقاعس الإدارة أو لتلاعب البيزنس.

وهو ما يتطلب أن يحتضن الإعلام هذه القضية وأن يفرد لها مساحات فى الصحف ووقتاً للبث الإذاعى والتليفزيونى، لتصل إلى أوسع مساحة من الرأى العام، على أن يُتاح لأهل التخصص مجالً بما يضبط الحوار العام، ويرتفع به، ويصحح أخطاء شائعة، منها أن البعض لا يرى عدواناً على قيمة أثرية عظيمة إلا بدليل مادى ضخم مُستَحدَث مثل مشروع كوبرى فى جوارها، فتثور ثائرتهم ولا يهدأون إلا بعد إعلان إلغاء الكوبرى، فيستريحون إلى أنهم أتموا رسالتهم!

ولكن معظم هؤلاء، وللأسف، لا يبدون الاهتمام اللائق بأخطار حقيقية موروثة، على الأقل منذ عقود، تهدد الآثار الأخرى المهملة، بل إن منهم من لا يكف عن انتقاد الدولة فى برامجها التى تستهدف الإنقاذ والتطوير، وكأن الكوبرى أخطر على الآثار من حصارها بالعشوائية والفوضى والمياه والمواصلات والاكتظاظ والضوضاء والمحلات المعتدية على الطريق وتكدس الباعة الجائلين ببضاعتهم وميكروفوناتهم وزبائنهم..إلخ.

ولدينا المثل الأهم فى حَرَم الهرم، وإليك، من عشرات الأمثلة الأخرى، الأبنية التراثية الرائعة المهملة عبر الزمن، بدءاً من باب زويلة وبجواره جامع المؤيد شيخ، وفى المسافة القصيرة حتى مجموعة السلطان الغورى، وهو جزء من شارع المعز لم يلحقه التطوير الذى حدث فى الناحية الأخرى عبر شارع الأزهر، فلن يهنأ الزائر بدقيقة واحدة يأمن فيها لنفسه وهو يتطلع إلى التمعن فيما يثير إعجابه، لأنه، وما أن تطأ قدمه المنطقة، يصبح مهدداً إذا غفل عن خطر الدهس من التوك توك وعربات النقل الصغيرة التى تندفع بأبواقها بسرعات لا تحتملها المنطقة الضيقة المكتظة بالسكان والباعة والمشترين والزائرين!

كلمات البحث