Close ad
26-1-2021 | 10:00
الأهرام اليومي نقلاً عن

«خلال 3 سنوات سيتم تغيير وجه الريف المصري».. عبارة موجزة قالها الرئيس السيسى خلال افتتاحه مشروع الفيروز للاستزراع السمكى ببورسعيد قبل أيام أظن أنها أهم وأخطر ما كشف الرئيس النقاب عنه مؤكدا أن الدولة المصرية ترتكز إلى خطط استراتيجية وليس فى قاموسها أن تبيع الأوهام للناس.

وفى اعتقادى أن ما أعلنه الرئيس يشكل – بلا جدال – خطوة محسوبة قصد لها أن يجرى الكشف عنها فى هذا التوقيت لتأكيد أن مصر قد شفيت تماما من أوجاع الفوضى التى ضربتها بعنف قبل 10 سنوات وأن مرحلة الذهاب إلى تلبية الأحلام المشروعة قد بدأت ولابد من الإمساك بها وعدم السماح تحت أى ظرف بأن تفلت هذه الفرصة من أيدينا.

إن جرأة الرئيس السيسى فى الإعلان عن مشروع يمثل هذا الحجم رغم ضغط الظروف التى أفرزتها جائحة كورونا ورغم الإصرار على المضى قدما فى آلاف المشروعات الإنشائية والتنموية يؤكد أننا على الطريق الصحيح وأن الاستراتيجية التى تنتهجها الدولة تجاوزت بمراحل كثيرة نظريات اللجوء فقط إلى المسكنات والسعى إلى تحسين الأوضاع إلى آفاق رحبة نحو التغيير الجذرى وإعادة البناء لدولة حديثة ليس عنوانها فقط فى القاهرة والإسكندرية والعاصمة الإدارية وسائر المدن الكبرى وإنما هناك عنوان لم يغب عن ذاكرة الرئيس وهو ريف مصر وأهله الطيبون الذين آن الأوان لإخراجهم من دوائر النسيان والحرمان فى أجندة السياسة المصرية.

وليس أدل على أهمية هذا المشروع العملاق أن الرئيس السيسى بعد أن انتهى من إلقاء كلمته المكتوبة فى احتفال مصر بعيد الشرطة أمس أنه حرص على أن يغتنم فرصة حديثه إلى الشعب لكى يقدم المزيد من الإيضاحات حول ما ينتظر ريف مصر من تغيير جذرى يشمل كل قرى مصر والنهوض بها لتوفير مياه الشرب النقية ومد شبكات الغاز والكهرباء والصرف الصحى بالتوازى مع رفع كفاءة الخدمات الصحية والتعليمية واستكمال الخطة الشاملة لرصف الطرق وتبطين الترع والمساقى المائية لخدمة الإنتاج الزراعي.

ومعنى ذلك أننا نخطو خطوة جبارة تؤكد مصر من خلالها أن الذهاب إلى بناء دولة عصرية حديثة والانتقال من التخلف الاجتماعى إلى التقدم المجتمعى يقتضى عدلا وتكافؤا فى توزيع الخدمات الأساسية دون تفرقة بين أهل الحضر وأهل الريف لأن مظاهر التخلف ومشكلات غياب الحداثة تشمل المدن والقرى على حد السواء ومن حق أهل الريف أن يجدوا الشوارع المرصوفة والطرق المضاءة ومياه الشرب النقية ومراكز العلاج الصحية وكل متطلبات النهضة الزراعية، وفى مقدمتها المشروع القومى لإعادة تطهير وتبطين الترع والمساقى المائية.

خير الكلام:

<< الريف يوفر أهم شروط السعادة وهى أن العلاقة بين الإنسان والطبيعة يجب ألا تنكسر!

كلمات البحث