Close ad
26-1-2021 | 09:57
الأهرام اليومي نقلاً عن

مازلت اذكر صباح يوم 25 يناير وحشود الشباب تندفع في قلب ميدان التحرير.. كانوا مسالمين وكانت أعدادهم قليلة قيل يومها إنها لم تتجاوز ٦٠ألفا وربما أقل وحتى منتصف الليل جلس ما بقي منهم في الميدان ومنهم من نام علي أرصفة الميدان وحدائقه..

وعندما انتصف الليل اندفعت قوات الشرطة من العربات والمصفحات والجنود في هجوم عشوائي وقامت جموع الشباب تهرب من مطاردات الشرطة إلي الشوارع المحيطة..

ولولا هذا الهجوم الليلي لعاد الشباب إلى بيوتهم في اليوم التالي وانتهي كل شيء.. ولكن قسوة التعامل معهم والاعتداء عليهم كانت سببا في إشعال المواجهة..

في الأيام الأولي كانت الأعداد قليلة والهتافات تطالب بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية ولم تطلب إسقاط النظام..

وكان الإخوان المسلمون خارج المواجهة يتفاوضون مع النظام لوقف المظاهرات والحصول علي بعض المكاسب ولم يتفقوا..

فقد أسرف الإخوان في مطالبهم وهنا أخذت المظاهرات طريقا آخر بعد أن نزل الإخوان إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام..

كان الإخوان قد اعتادوا علي عقد الصفقات مع الدولة في أحيان كثيرة ولكن المفاوضات فشلت هذه المرة.. كان يوم ٢٨ يناير من أصعب أيام المواجهة خاصة حادثة كوبري قصر النيل الشهيرة وكانت موقعة الجمل الشهيرة نهاية المطاف وهذا يؤكد أن شباب الثورة الحقيقي كانت له مطالب مشروعة في الأيام الأولي..

وأن أعمال العنف التي حدثت بعد ذلك كانت بسبب أخطاء أمنية لم تعالج الموقف بصورة أكثر حكمة واتزانا..

وفي تقديري أننا يجب أن نفرق بين مراحل ثلاث في أحداث الثورة البداية الأولي من شباب يتسم بالهدوء والشفافية ومطالب مشروعة في العيش والحرية والكرامة الإنسانية..

وبين المفاوضات بين النظام والإخوان لإجهاض الثورة في أيامها الأولي وفشل هذه المفاوضات ثم كانت موقعة الجمل الحبل الذي قصم ظهر البعير وتعامل معها النظام بقدر كبير من العنف والقسوة كان من الصعب أن ينجح الشباب الحقيقي للثورة..

فهم شباب لم يمارس العمل السياسي ويتسم بالبراءة والمصداقية ووقع فريسة بين الإخوان المسلمين وجهابذة الحزب الوطني والنظام الراحل وكلاهما كان ممسكا بكل المواقع المهمة في مفاصل الدولة..

كان من السهل أن تقفز جماعة الإخوان على السلطة وأن يختفي من المشهد تماما شباب الثورة الحقيقي ومعهم كل ما أطلقوا من الأحلام عيش حرية كرامة إنسانية..

كلمات البحث
الأكثر قراءة