Close ad

«حاتم على» عاشق التاريخ

2-1-2021 | 10:18
الأهرام اليومي نقلاً عن

كنت أتابع أعمال الفنان السورى حاتم على وأرى فيه نموذجا للفنان الشامل ممثلاً وكاتباً ومخرجاً.. وقد قدم أجمل ما قدمت الدراما السورية خاصة التاريخية، ولاشك فى أن ثقافته ــ التى اتسمت بالعمق ــ كانت وراء مستوى الإبداع الذى وصل إليه..

فى سنوات قليلة قدم سلسلة من الأعمال المميزة التى أضافت للدراما العربية مذاقاً خاصاً.. قدم حاتم على ثلاثية مبهرة عن المسلمين فى الأندلس وقدم صلاح الدين الأيوبى، والفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، والزير سالم، والملك فاروق وقد اتسمت أعماله بالعمق والشفافية..

وكان حاتم على يمثل مدرسة مختلفة فى الدراما العربية خاصة الدراما التاريخية التى تميزت بها الدراما السورية فى عصرها الذهبى..

لا شك أن رحيل حاتم على يمثل خسارة كبيرة للدراما العربية وخسارة أكبر لمبدع من طراز رفيع، فقد كنت أتابع أعماله بتقدير شديد خاصة أنه تميز بحس تاريخى يحتاج إلى نوعية مميزة من المشاهدين, سوف تبقى أعمال حاتم على فى ذاكرة الإبداع العربى لفنان عبر بصدق عن لحظات مضيئة فى التاريخ العربى حين كنا خير أمة أخرجت للناس.. كانت له وقفات بديعة وهو يتناول حياة صلاح الدين الأيوبى أسطورة العدل والسماحة، وكانت له وقفة مؤثرة مع تاريخ المسلمين فى الأندلس نصراً وانكساراً فى قصص وحكايات ملوك الطوائف، وفى الملك فاروق عاش فى مصر بكل مشاعره وإحساسه فى فترة من أكثر فترات التاريخ المصرى ثراءً وفكراً..

كان فناناً مبدعاً مختلفاً ولهذا حقق كل هذه الإنجازات وكأنه يتحدى العمر والزمن.

كان أمام الفنان المبدع مشوار طويل من الفن الجميل ولكنها إرادة الله.. قليلة فى مسيرة الإبداع العربى تلك النماذج التى جمعت بين الفن والثقافة والفكر، وكان حاتم على واحداً من هذه النماذج رغم أنه لم يأخذ حقه من البريق إلا أن رصيد أعماله سوف يمنحه فرصاً كثيرة للبقاء فى صفوف الفن الجميل والإبداع الراقى.

كلمات البحث
الأكثر قراءة