Close ad

مكاسب القنوات الخاصة وضيوفها

31-12-2020 | 13:11
الأهرام اليومي نقلاً عن

تنعم بعضُ القنوات الخاصة وهى تعيش ظروفاً تجلب لها مداخيل هائلة توفرها التغيرات السياسية والاقتصادية التى استجدّت على مصر منذ عهد مبارك، وصار فى مقدور هذه القنوات أن توفر لبعض نجومها والعاملين فيها مكاسب هائلة تصل لرواتب ومكافآت مليونية، وتبرير هذه الطفرة بأنها من الإعلانات المكثفة التى لا تُقبِل على هذه القنوات إلا بعد ضمان نجاح برامج هؤلاء النجوم، الذين يقبل على مشاهدتهم جماهير ضخمة، وهؤلاء الأخيرون هم المستهلِكون المرشحون الذين يسعى المعلنون لاستغلال وجودهم لمتابعة ما ينجذبون إليه، فتكون فرصة يسعى لها المعلنون ليعرضوا سلعهم وخدماتهم! ولكن مسئولى هذه القنوات وبعض نجومها لا يحسّون بأى تناقض عندما يستأثرون لأنفسهم فقط بمكاسب هذه المستجدات، ويُصرّون على التمسك بقواعد تليفزيون الدولة فى الستينيات عندما كان الضيوف محل اهتمام الجماهير يظهرون مجاناً، لأنه يحرر هذه القنوات من الالتزام بمصروفات إضافية، التى هى مستجدة أيضاً ولكنها تتفق مع منطق القنوات فى رفع أجور نجومها! ولقد تكررت حالات غريبة منذ نشأة هذه القنوات تدل على هذه الازدواجية، وكان آخرها ما حدث مع البطل المصرى العالمى رامى السبيعى، الشهير بـ(بيح رامى)، الذى رفضت إحدى هذه القنوات طلب الشركة الراعية له مبلغ 500 ألف جنيه مقابل ظهوره فيها! لاحِظ، وفق الأخبار المنشورة، أن الشركة الراعية هى التى طلبت المقابل المادى وحدَّدته، وهى، بحكم التخصص، أدرى بالقواعد، وبالمنافع التى ستتحقق للقنوات من استضافتها البطل.

وأما أغرب ما فى تبرير القناة لرفضها فهو إيحاؤها بأنها تجامل البطل بتقديمه للمشاهدين، مع إغفال هدفها الأساسى من استغلال فضول الجماهير لرؤيته، وهو ما يضمن للقناة نسبة مشاهدة عالية تجلب لها مزيداً من الإعلانات، تحقق لها أرباحاً أعلى تفيد القناة ونجومها! وأما المدهش حقاً، فهو أن ينخدع بعض المقربين من البطل، ويتصورون أنه من العيب أن يطلب أموالاً مقابل ظهوره فى الإعلام، ويؤكدون أنه لم يتقاضَ مقابلاً مادياً على ظهوره فى الإعلام على مدى حياته، التى حفلت بنجاحات كثيرة قبل الفوز بلقبه العالمى.

كلمات البحث