Close ad
10-12-2020 | 14:24

هناك مواسم للحب ومثل كل الأشياء هناك مواسم للمطر وأخرى للربيع وأحيانا تتخلص الأشجار من أوراقها ويقال إنه الخريف.. والناس مثل الفصول هناك إنسان ممطر وآخر خريفى وهناك إنسان ربيعى الهوى والمزاج.. والصيف من الفصول المزعجة رغم أن الناس تهرب منه إلى الشواطئ.. كنا فى يوم من الأيام نحب فصلا يسمى الربيع ولكنه يتأخر الآن كثيرا بل أن الصيف يقتطع منه مساحات كثيرة.. وكما تغيرت أحوال البشر تبدلت أحوال الفصول وبدأ العلماء يتنبئون بالأمطار والأعاصير والسيول وهى الآن تهبط فى فصل الصيف أحيانا والخريف فى أحيان أخرى.

فى السنوات الأخيرة اجتاحت السيول عواصم عربية كثيرة ونزلت أمطار فى دول لم تكن تعرف فصل الشتاء.. إن الإنسان تغير وهو سعيد حين اكتشف تكنولوجيا العصر ومارس أسوأ أنواع الحروب واستخدم القنابل الحديثة التى غيرت المناخ وجعلت الصيف ربيعا والشتاء صيفا وألغت الربيع من خريطة الكون.. كنا نحب فى الربيع ونشتاق فى أيام الخريف ونبحث عن الدفء فى ليالى الشتاء الطويلة والآن اختلت كل الأشياء ووقف الإنسان حائرا بين زمان تغير واختلف وإنسان ضاقت به السبل وأصبح غريبا أمام حياة لم تعد كما كانت.. إن كل هذه الأشياء غيرها الإنسان بيديه، هو الذى غير الفصول وهو الذى أصبح عبدا لأشياء صنعها ثم تحكمت فيه.

فاستبدل المرأة الجميلة بجسد من البلاستيك ولم يعد يفرق بين دفء المشاعر الإنسانية ومشاعر أخرى كاذبة تصور أنها تمتعه وتكفيه.. انه الإنسان صنع كل شىء بيديه وتصور انه صاحب المعجزات ثم اكتشف أن المعجزة الحقيقية هى الإنسان نفسه.. لقد غير الفصول وغير المشاعر واكتشف انه خسر كل شيء حين خسر نفسه.. إن الخسائر لم تكن فى كل ما أصاب الفصول حين تغيرت ولكنها خسارة المشاعر لأن الإنسان لم يعد كما كان فقد سخطت عليه الطبيعة وتبدلت ألوانها وأصبحنا نعيش حياة أخرى وزمانا مختلفا.. لا تتعجب إذا لم تجد ربيعا مزهرا أو شتاء ممطرا أو خريفا يبهر العيون أو صيفا ممتعا.. الفصول والمواسم تغيرت وأصبحنا أمام عالم وإنسان جديد.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة