الذي يجري في نادي الزمالك هذه الأيام ليوفر لبعض هواة حب الظهور بكثافة في وسائل الإعلام فرصة لمحاولة إثبات الذات ونطق الحكمة بأثر رجعي لا يمكن أن يستمر طويلا، وإنما سوف يمضي كما تمضي سحابات الصيف العابرة وعواصف أمشير الخاطفة!
إن ناديًا عملاقًا وكبيرًا يزيد عمره على مائة وتسعة أعوام أكبر من أي مؤامرة حتى لو سلمنا بنظرية المؤامرة وأكبر من مطامع الطامعين الذين يشهد عليهم تاريخهم في النادي بالأنانية وحب الذات فقط!
وإذا كان الزمالك قد تعرض – عمدًا أو عن غير عمد - لكبوة إدارية أعقبتها نكسات فنية أطاحت بأحلام جماهيره في بطولتي إفريقيا وكأس مصر خلال 4 أيام فقط، فإن بإمكان نادي الزمالك أن يقف مرة أخرى على قدميه، وأن يعود بأسرع ما يمكن إلى مكانه الطبيعي كرقم أصيل في معادلة الرياضة المصرية بوجه عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، شرط أن تتوافر روح الجماعة في عمل اللجنة المؤقتة، والتي اتضح أنها غائبة تمامًا والدليل على ذلك هو التورط بالتعاقد مع لاعبين، ثم إلغاء التعاقد بعد ساعات قليلة وما أعقب ذلك من استقالات واحتجاجات وهم مازالوا في بداية المشوار!
إن المطلوب هو أن يتوقف الطامعون في كعكة الزمالك عن غيهم وأن يضعوا المصلحة العليا للزمالك، وضرورة إنقاذه حسبما كانوا يرددون طوال الأعوام الأخيرة بدلًا من استهلاك الجهد في الاجتماعات والتربيطات التي أرى أنها سابقة لأوانها؛ لأن الأولوية في الوقت الراهن يجب أن تنصب على دعم أي جهد مخلص ينبغي القيام به، وعدم اللجوء للعبة تسجيل المواقف لكي يستعيد الزمالك عافيته في أسرع وقت ممكن!
إن كل عاشق لهذا النادي العريق يتمنى لو اختلفت الصورة وتسامت النفوس وتوقفت المزايدات لكي تسطع شمس الزمالك من جديد، ويعود ضياؤها الباهر لتكسر أشعته أي سحب مثل سحابة الصيف العابرة التي ضربته في الفترة الأخيرة.
إن كل عاشق للقلعة البيضاء يتمنى لو اختلفت الصورة وعادت قيم العطاء والوفاء لتأخذ مكانها من جديد بإجراءات وإشارات تخلو من شبهة الانتقام من أحد أو التنمر على أحد بغير ما حجة ودون أي دليل، وذلك يتطلب وجود رغبة صادقة في استعادة روح الأسرة الواحدة وتهيئة المناخ لعودة كل الطيور المهاجرة وإعادة لم الشمل...
وأظن – على سبيل المثال فقط - أن إعادة اسم حلمي زامورا ليرفرف من جديد على صواري إستاد نادي الزمالك تلبية لـمطلب جماهيري عريض سيكون بمثابة خطوة لها فعل السحر من أجل تعميق روح الانتماء والشعور بالعرفان تجاه كل أصحاب العطاء في مسيرة المائة وتسعة أعوام..
وما أحوج الزمالك هذه الأيام لاستعادة روح زمن حلمي زامورا!
***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** بعد العاصفة يأتي المطر وبعد الغيوم تشرق الشمس!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام