Close ad

أسرار الإنفلونزا الإسبانية

29-9-2020 | 08:53

"أرجو أن يغطي هذا الكتاب فجوة في معلومات المصريين عن تأثير الإنفلونزا الإسبانية على مصر لم يغطها أحد من المؤرخين المصريين"، بهذه الكلمات قدم الدكتور محمد أبوالغار كتابه الوباء الذي قتل 180 ألف مصري، إصدار دار الشروق.

ذلك أنه رغم اجتياح الإنفلونزا مصر عدة شهور عام 1918 ووفاة 180 ألفا ضحيتها لم يذكر المؤرخون وعلى رأسهم شيخهم عبد الرحمن الرافعي هذا الوباء لسبب غير معروف.

ولهذا عانى د. أبوالغار فى كشف أسرار هذه الإنفلونزا إلى أن توصل وتواصل مع الدكتور كريستوفر روز وهو مؤرخ أمريكي اهتم بالحالة الصحية فى مصر وكتب بحثا عن تأثير الإنفلونزا الأسبانية على مصر وكيف أنها فى شهرى نوفمبر وديسمبر عام 1918 أودت بأكثر من واحد فى المائة من تعداد السكان بينما تجاوز إجمالى الضحايا بعد ذلك 2 في المائة من نسبة السكان.

ويعتبر وباء الإنفلونزا الإسبانية الذى عرفه العالم منذ 1918 الأسوأ فى التاريخ وتسبب فى وفاة نحو 50 مليون شخص وأصاب نصف سكان العالم.

وبالنسبة لمصر فقد بدأ ظهوره فى مايو 1918 فى الإسكندرية قادما من أوروبا عبر البحر، ثم فى بورسعيد قادما أيضا من البحر وفى القاهرة بدأ ظهوره ابتداء من يوليو ثم فى كل مصر ووصل ذروته يوم 13 نوفمبر 1918 الذى قام فيه سعد زغلول ورفاقه (عبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي) بزيارة سير ونجت المندوب السامى البريطانى فى داره بقصر الدوبارة ومطالبته بخروج الإنجليز من مصر، ومع بداية 1919 عام الثورة الشهيرة بدأ في الانخفاض.

ويكشف د. أبوالغار أنه تم تعريف الشعب بأخطار الوباء وأعراضه والحماية منه من خلال النشرات التى وزعت على المواطنين وما نشرته الأهرام فى ذلك الوقت وكان من بين النصائح تفادي الأماكن المغلقة والمواصلات العامة المزدحمة كالقطار والترام وتغطية الفم والأنف - لأنه ينتقل بالنفس - بكمامات تشبه ــ كما ظهرت فى الصور المنشورة فى الكتاب ــ تلك المستخدمة اليوم بعد مائة سنة! ونواصل غدًا.

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث