Close ad
28-9-2020 | 06:43

تحل اليوم الذكرى الخمسون لرحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي لقي وجه ربه مساء يوم 28 سبتمبر 1970، ومازالت ذكراه العطرة في نفوس مئات الملايين داخل مصر، وعلى امتداد الدنيا كلها؛ لأنه لم يكن مجرد زعيم سياسي خرج ليلة 23 يوليو 1952 مع رفاقه من الضباط الأحرار لتحقيق أحلام المصريين في إجلاء المحتل البريطاني الذي جثم على الصدور قرابة 80 عامًا، وإنما كان حاملا لرسالة إنسانية تطلعت إليها كل الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من أجل تصحيح موازين العدل وإنصاف الغالبية العظمى، وهم الفقراء من سيطرة واحتكار قلة من الأغنياء!

وبصرف النظر عن المسميات العقائدية والنظريات الفلسفية فإن رايات الاشتراكية التي رفعها جمال عبد الناصر لم تكن من عندياته وإنما فرضتها ظروف المرحلة التي جاء فيها الرجل إلى صدارة المشهد في بلده بينما الفجوة تزداد اتساعا في مكونات الخريطة الاجتماعية والتي حتمت على الرجل أن يتبني الذهاب إلى منظومة اقتصادية واجتماعية جديدة تمكن الشعب من السيطرة على أدوات الإنتاج، بحيث يملكها ولا تملكه ليكون عائدها لصالح الشعب، وليس لصالح قلة من المستغلين النافذين في دوائر الحكم.

وقد أحسست يوم أمس وأنا أشاهد سلسلة المشروعات التنموية التي يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في محافظة القليوبية أن عبد الناصر مازال حيا، وأن أحلامه في التنمية والذهاب إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة وغيرها من المنتجات الاستراتيجية والتي لم تمكنه الظروف والتحديات من بلوغها قد بدأ يبزغ نجمها، مؤكدا استمرار المسيرة التي تحملت المؤسسة العسكرية تفريخ قادتها العظام تباعا!

واليوم وبعد مرور نصف قرن من الزمان لم تتوقف خلاله أعنف وأعتى حملات التشكيك والتشويه ضد عبدالناصر، فإن الأعداء مثل الأصدقاء لا شيء يذهلهم سوى أن الرجل مازال حيًا في قلوب الملايين حتى اليوم، والذين يحمدون له أنه رفض كل الضغوط الدولية التي كانت تستهدف تشكيك مصر في قدرتها، وتشكيك الأمة العربية في قدرة مصر بعد نكسة يونيو 1967 لتكون معركة إعادة بناء القوات المسلحة، وشن حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ وتحريكه إلى حافة قناة السويس في أغسطس 1970 آخر لمسات وبصمات الرجل قبل رحيله بعد أسابيع، مؤكدا بذلك أنه إذا كان قد تعثرت خطاه في يونيو 1967 فإنه بتحريك حائط الصواريخ قد وضع اللمسات الأخيرة لأهم استعدادات مصر لحرب أكتوبر 1973!

خير الكلام:

<< رجل اتسعت همته لاحتواء الآمال المشروعة لأمته!

[email protected]


* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة