Close ad
12-8-2020 | 14:35

سارع الرئيس الفرنسى ماكرون وهبط بطائرته فى مطار بيروت ـ وكان أول مسئول أوروبى رفيع يذهب إلى لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت.. هناك علاقات خاصة بين لبنان وفرنسا منذ أعلنت لبنان استقلالها من الانتداب الفرنسى ولكن بقيت هناك جسور كبيرة بين البلدين.. هناك مؤسسات ثقافية وخدمية واقتصادية لفرنسا فى لبنان، ابتداء بالمدارس والجامعات والمستشفيات وهذه المؤسسات تؤدى دوراً كبيراً فى خدمة المواطن اللبناني، وهناك أيضا أكثر من جالية مسيحية ترتبط بفرنسا، وعلى الجانب الأخر فإن الجالية اللبنانية فى فرنسا لها وجود كبير فى المشروعات والخدمات وهناك الآلاف من اللبنانيين يعيشون فى فرنسا منذ سنوات ويحملون الجنسية الفرنسية، ولهذا لقيت زيارة الرئيس ماكرون صدى واسعا فى الشارع اللبنانى خاصة أن الرجل طاف فى الشوارع وسط الناس دون حساب لأى إجراءات أمنية.. وقد وجد اقتراح الرئيس ماكرون عقد مؤتمر للمانحين تحت إشراف فرنسا صدى كبيرا، حيث شارك عدد من الدول العربية والأجنبية وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مقدمة المشاركين، ودعا الشعب اللبنانى إلى تجاوز المحنة وتوحيد صفوفه وعرض مشاركة المؤسسات المصرية فى إعادة بناء لبنان وما خلفه الانفجار من الآثار.. لابد أن نعترف بأن المبالغ التى قدمتها الدول المانحة لا تتناسب مع آثار الدمار الذى لحق بالعاصمة اللبنانية، إن مبلغ 253 مليون يورو لا يمكن أن يغطى شيئاً فى حجم الكارثة، خاصة أن تقديرات الخسائر تتجاوز عشرة مليارات دولار وربما أكثر.. إن عودة فرنسا إلى لبنان لن يكون حدثاً عادياً نحن أمام بلد تحكمه الطوائف وفيه أكثر من حكومة وأكثر من رئيس وأكثر من جيش، ولا شك أن كل هذه الجبهات والقوى السياسية سوف تحاول استقطاب فرنسا، لكن الأخطر أن فرنسا اقتربت كثيراً من الأحداث الساخنة على حدود إسرائيل وسوريا وعلى بعد خطوات من تركيا، والشيء المؤكد أن العلاقات بين فرنسا ولبنان لها أولوية خاصة، فاللبنانيون يطالبون الحماية التى بخل بها العرب.. إن العالم العربى تخلى فى السنوات الأخيرة عن لبنان وتركه للحرب الأهلية والصراعات والميليشيات ولهذا فإن عودة فرنسا تعنى الكثير للشعب اللبناني..


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة