Close ad
28-7-2020 | 16:22

فى كلماتى أمس عن قضية سد النهضة (27/7) تحدثت عما أعتقده تقصيرا شديدا في العلاقات الشعبية، أى غير الرسمية، بين البلدين، إننى أستذكر هنا مشاركتى فى وفد الدبلوماسية الشعبية فى الزيارة التى نظمها بكفاءة وذكاء رجل الأعمال المصرى وعضو حزب الوفد مصطفى الجندى لأوغندا فى أبريل 2011، واللقاء الحميم الذى رتبه لنا الجندى مع الرئيس الأوغندي موسيفيني.

وأتذكر كيف أن موسيفينى كادت تدمع عيناه فرحا وهو يحتضن عضو الوفد عبد الحكيم عبد الناصر عندما اكتشف وجوده معنا! أما أنا فقد دمعت عيناى وشعرت برهبة هائلة وأنا أقرا اللافتة الكبيرة الموجودة فوق بحيرة فيكتوريا: من هنا ينبع النيل! اين اليوم هذه العلاقات الشعبية؟

أنا أعلم أن الجندى رأس وفدا أخر فى حينها لإثيوبيا ايضا، واطلعت مؤخرا على حديث له مع إحدى الإذاعات المحلية الأمريكية بشأن سد النهضة، إننى أتساءل مرة أخرى هل نتعامل مع التعنت الإثيوبى برشد ونضج وعقلانية أم نطلق العنان لحملات زاعقة غير مسئولة؟ لم نكن أبدا غرباء عن إثيوبيا وشعبها الصديق ثقافيا، ألم يتغن عبد الوهاب قديما بأغنية النيل نجاشى؟ ألا تحكى أوبرا عايدة، إحدى أشهر أوبرات العالم، قصة غرام خيالية لقائد الجيش المصرى والأميرة الحبشية عايدة؟

نعم... هناك تطرف وتزيد فى الحديث من بعض المسئولين الإثيوبيين على نحو مستفز وغير مسئول، ولكن دعونا نستمع هنا إلى الحديث الرصين الذى أدلى به د. علاء الظواهرى الأستاذ بهندسة القاهرة وعضو اللجنة الفنية لمفاوضات السد الذى اعتبر تصريحات بعض المسئولين الإثيوبيين مؤخرا مراهقة سياسية للاستهلاك المحلى, وتحدث عن جهود القمة الإفريقية المصغرة لإصدار توصيات ملزمة للأطراف المعنية. والآن.. ألا يجدر بمجلس الشعب المصري أن يشكل وفدا (مؤهلا وكفئا) لزيارة إثيوبيا؟ ألا يجدد الجندى زياراته الشعبية لها؟ ألا ينشط المجتمع المدنى المصرى لخدمة مصالح بلده الحيوية فى إثيوبيا ... أم أننا نستسهل فقط الشجب والإدانة...؟

نقلا عن بوابة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..