Close ad
11-7-2020 | 13:46

لا يعرف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن اليسار المتطرف، الذى يركز هجومه ضده فى الأسابيع الأخيرة، لا وجود له فى الولايات المتحدة. فما إن توسع نطاق الاحتجاجات، التى ترتبت على مقتل الشاب الأسود جورج فلويد فى آخر مايو الماضي، حتى صوب ترامب أسلحته اللفظية ضد ما يسميه يسارا متطرفا، وأحيانا يسارا راديكاليا، برغم وجود فرق كبير بين هذا وذاك.

يبدو ترامب مهجوسا فعلا بما يسميه يسارا متطرفا، إلى حد أنه تحدث فى مناسبة رسمية عيد الاستقلال الأمريكى قبل أيام عن مواجهة ما سماها ثورة يسارية متطرفة.

ولكن ماذا يعنى مصطلح يسار متطرف موضوعيا، وبمنأى عن إساءة استخدام مصطلحات في سياق صراعات سياسية؟ يُستخدم هذا المصطلح للدلالة على اتجاه يسارى لجأ إلى العنف لتحقيق ما اعتقد مُنظَّروه وممارسوه أن إنجازه عن طريق العمل السياسى والنقابى والمدنى غير ممكن. ووجد هؤلاء فى تأويل بعض النصوص الماركسية التأسيسية أساسا فكريا لاتجاه تجلى فى منظمات صغيرة للغاية، ولكنها انتشرت فى العالم بين الستينيات والثمانينيات.

وكان تشى جيفارا أحد أشهر المعبرين عن هذا الاتجاه، الذى لم يوجد أبدا فى الولايات المتحدة، وتلاشى فى العالم، بعد أن اختفى بعض منظماته، وقام بعضها الآخر بمراجعات واندمج فى الحياة السياسية فى بلاد عدة، ووصل إلى الحكم فى بعضها.

وكتب الباحث الفرنسى آلان لايروس كتابا ممتعا عن أهم هذه المنظمات توباماروس فى أورجواى تُرجم إلى لغات عدة تحت عنوان توباماروس من السلاح إلى صناديق الاقتراع.

وكان رئيس أورجواى السابق خوسيه موخيكا أحد قادة تلك المنظمة، بينما كان دانيال أورتيجا رئيس نيكاراجوا الحالى أحد زعماء منظمة مشابهة ساندينستا.

المهم أن هذا الاتجاه، الذى يؤكد ترامب أنه سينتصر عليه، لم يعد موجودا فى عالمنا. وإذا كان يقصد حركة ضد الفاشية أنتيفا التى هاجمها بالاسم واتهمها بالإرهاب، فهى لا علاقة لها باليسار المتطرف، لكنه ليس وحده الذي يعاني عقدة اليسار المتطرف، التى يصاب بها عادة من يخافون صعود أى اتجاهات تتبنى قيم العدالة الاجتماعية والمساواة ورفض التمييز بين البشر.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة