Close ad
24-5-2020 | 15:17

أعظم ما فى الأعياد أنها تمثل فرصة أمام الإنسان للتأمل والذكرى ولكن الأعياد الدينية – وبينها عيد الفطر المبارك – لها مذاق خاص فى النفوس التى لديها صحة اليقين بأن الأعياد الدينية بمثابة تجديد للروح وإسهام تلقائى فى زيادة مخزون الطاقة الإيجابية المحركة لطاقات الفعل والتأثير فى رحلة الإنسان مع تحديات ومصاعب الحياة.

يجيء احتفالنا بعيد الفطر دوما كل عام بعد انتهاء شهر كامل من الصيام ليكون بمثابة يوم فرح وابتهاج بأداء واحد من أهم أركان الإسلام حيث تتجلى فى هذا العيد كل معانى الإخوة الإنسانية بتوزيع زكاة الفطر على الفقراء والمحتاجين لأن الفرحة بهذا العيد شأنها شأن الفرحة بالشهر الكريم لا تكتمل إلا بإخراج الزكاة باعتبارها تجسيد صادق لأحد أهم المعانى الاجتماعية والإنسانية للإسلام من أجل أن تكون الفرحة شاملة للأغنياء والفقراء على حد سواء وبما يوفر أفضل الأجواء للود والتقارب والتسامح فيتصالح المتخاصمون ويتزاور الأهل والأصدقاء والأحباب لتزول أى جفوة تكون قد لحقت فى النفوس قبل حلول العيد.

وإذا كانت تحديات الوباء اللعين قد حرمتنا هذا العام من صلاة العيد فى المساجد أو فى الخلاء فإن التكبير فى العيد مع الصلاة فى البيوت وارد ومشروع طبقا لقوله تعالي: « وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» فالتكبير غير مقيد بالمساجد وحدها وإنما هو جائز ومستحب أيضا فى المنازل.
وأعظم ما فى العيد أنه يمثل فرصة لصلة الأرحام وتبادل الزيارات ولكن ظروف هذا العام تستوجب أقصى درجات الحذر والحيطة وإدراك أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية التى يتحتم الأخذ بها لكى نساعد أنفسنا على سرعة انحسار هذا الوباء ويزداد أملنا فى أن يجيء عيد الأضحى المبارك وقد انزاحت الغمة وعادت الحياة إلى طبيعتها.

فلنجعل من يوم العيد يوم فرحة ويوم ابتهال إلى المولى عز وجل لكى يجنب بلادنا كل الشرور والمخاطر ويساعد أولى الأمر على اتخاذ كل ما يلزم حفاظا على أمن واستقرار مصر وشعبها... والله المستعان وكل عام ونحن جميعا بكل خير تتردد على شفاهنا العبارة التى تعبر عن جوهر فرحتنا.. أهلا.. أهلا بالعيد!

خير الكلام:

<< فى يوم العيد دعاء من الوريد إلى الوريد بالرحمة لكل شهيد!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث