حذر قائد القوات الأجنبية في أفغانستان اليوم السبت حركة طالبان من أنها سترتكب خطأ إذا هاجمت القوات الأجنبية التي ما زالت في البلاد بعد انتهاء الموعد المتفق عليه في العام الماضي مع الحركة لانسحابها.
موضوعات مقترحة
وأدلى قائد القوات الأجنبية جنرال الجيش الأمريكي سكوت ميلر بتصريحاته بعد تعرض قاعدة جوية في قندهار لإطلاق نار وصفه متحدث باسم القوات الأمريكية بأنه "غير مباشر وغير فعال" لم يسفر عن إصابات أو أضرار.
ولم تعلق طالبان بعد على ما إذا كانت ضالعة في الواقعة.
ويقضي الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع حركة طالبان في فبراير 2020 بأن تنسحب القوات الأجنبية من البلاد بحلول الأول من مايو 2021 مقابل توقف طالبان عن مهاجمة القوات الأجنبية وقواعدها.
لكن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أعلن الشهر الماضي بعد مراجعة الوضع أن القوات ستبقى في أفغانستان لأشهر أخرى على أن تنسحب بحلول 11 سبتمبر .
واستعدت العاصمة كابول لرد فعل من طالبان بزيادة ملحوظة في الوجود العسكري في المدينة وزيادة نقاط التفتيش الأمنية. وقال مصدر أمني إن المدينة "في حالة تأهب قصوى" مضيفا أنه يجري تكثيف الدوريات العسكرية والإجراءات الأمنية في المدن الرئيسية في أنحاء البلاد.
وفي مقطع فيديو نشره على تويتر متحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان بعد واقعة اليوم السبت في قندهار قال الجنرال ميلر إنه سيكون من الخطأ مهاجمة القوات الأجنبية.
وقال "لا تخطئوا، فلدينا الوسائل العسكرية للرد بقوة على أي نوع من الهجمات ضد التحالف، والوسائل العسكرية لدعم قوات الأمن (الأفغانية)".
وتصاعد العنف ضد الأفغان بقوة في الأسابيع الأخيرة، ولقي أكثر من 100 من قوات الأمن الأفغانية حتفهم. وأمس الجمعة، وفي عشية الموعد المتفق عليه للانسحاب، وقع انفجار قوي بإقليم لوجار في شرق البلاد أودى بحياة العشرات وقت إفطار رمضان. ولم يتضح من كان وراء الهجوم، لكن الحكومة حملت طالبان المسؤولية وقالت طالبان إنها تفحص الأمر.
وعبّرت طالبان بكلمات حادة عن غضبها من الخطوة التي أعلنتها إدارة بايدن وأنذرت بحدوث عواقب وقاطعت مؤتمرا مهما في تركيا كان مقررا عقده الشهر الماضي للمساعدة في تحريك محادثات السلام الأفغانية بالدوحة.
ومنذ ذلك الحين تُجرى اتصالات، حسبما تقول مصادر رسمية ومصادر من الحركة، في محاولة لإعادة طالبان إلى مائدة التفاوض والموافقة على تمديد وجود القوات الأجنبية.
ولم يتضح حتى اليوم السبت ما إذا كان قد حدث تقدم ملموس، ولم يتم الإعلان عن تمديد الوجود الأجنبي.
تهديدات جادة
قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر اليوم السبت إن تجاوز الموعد المحدد يعني أن "هذا الانتهاك فتح السبيل (أمام مقاتلي طالبان) لاتخاذ كل إجراء مضاد يرونه مناسبا في مواجهة القوات المحتلة".
لكنه قال إن المقاتلين ينتظرون قرار قيادة طالبان.
وفي الأسبوع الماضي قال مجاهد لرويترز إن المحادثات مستمرة.
وحذرت واشنطن أيضا من أنه إذا هوجمت قوات أجنبية في أثناء تنفيذ الانسحاب فستدافع عن نفسها "بكل الوسائل المتاحة".
وقال خبراء إن تهديدات طالبان يجب أن تؤخذ بجدية، لكن عددا من العوامل يشير إلى إمكانية تجنب شن هجمات شاملة على أهداف أجنبية بينما تواصل طالبان التفاوض.
وقال مايكل كجلمان نائب مدير برنامج آسيا بمركز وودرو ويلسون في واشنطن "لا يمكننا أن نستبعد وقوع هجمات... لكن من غير المرجح أن تهاجم طالبان قوات أجنبية الآن في وقت تعلم فيه أن هناك موعدا محددا لرحيل القوات".