Close ad

بين الغموض وعين الحسود.. كورونا يربك حسابات أردوغان وحزبه الحاكم

20-3-2020 | 15:57
بين الغموض وعين الحسود كورونا يربك حسابات أردوغان وحزبه الحاكم أردوغان
رسالة أنقرة ـ سيد عبد المجيد

بعد أن اجتاحت " كورونا" أغلب بلدان العالم، بدت تركيا أو هكذا ظهرت عصية على أن يخترق هذا الشر المستطير أجساد شعبها، رغم حدودها الشرقية اللصيقة بالجهورية الإسلامية الإيرانية الموبوءة به، وكذا العراق، وغربا فهي متاخمة للقارة الأوروبية العجوز التي صارت مركزًا للفيروس اللعين بعد الصين.

موضوعات مقترحة

ورغم النفي القاطع للمسئولين في أنقرة وتأكيداتهم قبل الحادي عشر من مارس الجاري، على أن بلادهم خالية تمامًا من الوباء الفتاك، ومع ذلك كان هناك من يشكك إلى أن أعلنوا أخيرًا يوم الأربعاء قبل الماضي، تسجيل أول إصابة مؤكدة على أراضيها.

لكن المفارقة أنه ومنذ ذلك التاريخ "القريب جدا" توالت الإصابات تباعاً وبشكل مفزع، لتبلغ بالساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة 369 إصابة، وذلك مقارنة ببلدان غيرها مصابة قبلها بأسابيع كالعراق على سيبل المثال بنحو 187 حالة إيجابية أي النصف تقريبا، وكأن هناك من "حسد تركيا" بحسب تعبير لقيادي بارز بحزب العدالة والتنمية الحاكم.

لكن الحقيقة، وفقًا لمصادر مستقلة، غير ذلك، فالشكوك كانت موجودة بالفعل تداولتها وتناقلتها أروقة الساسة سواء كانوا بالمعارضة أو داخل دوائر الحكم نفسه وإن على استحياء، عزز ذلك مشاهد الواقع الظاهر للكافة: مضطرب وقلق، والمواطنون زحفوا إلى المتاجر لشراء احتياجاتهم تحسبًا للأسوأ الذي يبدو أنه يقترب منهم.

ولأن كثيرين لم يكونوا قد تدبروا أمورهم بعد، فلجأوا مجبرين إلى كروت الائتمان يشترون غذائهم بالديون.

وفي محاولة للتكتم قامت السلطات بحملات أمنية اعتقلت على إثرها العشرات لتعليقاتهم التي وصُفت بالمغرضة حول انتشار "كورونا المستجد"، ومع هذا التحوط انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع مُصور تضمن عبارات قيل إنها لمسئولة طبية تدعى جولا تشينار، كشفت فيها أن أعداد المصابين بـفيروس " كوفيد19 " القاتل تتجاوز الآلاف، وأن وزارة الصحة التركية تخفي الأرقام الحقيقية.

وزعمت تشينار، والتي تعمل بمستشفى ابن سيناء التابع لجامعة أنقرة في الفيديو الذي تم تصويره خلسة، " أن الأوضاع كانت تسير بشكل مُسيطر عليه حتى وصول المعتمرين العائدين من السعودية، وهنا انقلب الحال تماما مشددة بأن المستشفيات باتت ممتلئة والوضع في إسطنبول والعاصمة مخيف، وكذلك المدن الواقعة في شرق البلاد"، وطبيعي أثار هذا الأمر غضب الجهات الرسمية التي سارعت وأحالت الطبيبة للتحقيق.

غير أن وسائل إعلام رسمية نسبت للطبيبة قولها "بالتأكيد لم يكن هدفي خلق حالة سلبية في المجتمع كل ما في الأمر أنني قدمت للموظفين المشاركين في الدورة التدريبية أمثلة من حالات القادمين من خارج البلاد ونبهت إلى إمكانية وقوع السيناريو السلبي المحتمل، وذلك من أجل تحضيرهم لأسوأ السيناريوهات وتجاوزهم هذه المرحلة الصعبة بشكل أفضل"، على حد تعبيرها.

في المقابل لم يفوت خصوم حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان الفرصة وراحوا يغردون عبر عشرات المنصات الإلكترونية قائلين: "إن جولا تشينار اضطرت إلى الإدلاء بهذه التصريحات نتيجة ضغوطات الحكومة التي تخفي الحقائق عن الشعب، كما أن زملاء لها تضامنوا معها، واستنادا لصحف مستقلة قال الطبيب عطالله أوسلو ويعمل بذات المستشفى عبر حسابه على تويتر: "الطبيبة تشينار من أكثر الأطباء الذين يعملون بجد وإخلاص وتفانٍ وهي سهرت لمدة خمس ليالٍ ولاتزال، من أجلنا ومن أجل الجميع"، على حد قوله.

أما صحيفة زمان فبدورها نقلت عن الباحث الأمريكي المتخصص في شئون الشرق الأوسط، مايكل روبين، قوله أنه من الممكن أن يكون نحو 60% من الأتراك قد أصيبوا بفيروس كورونا، وأضاف في مقاله الذي بثه على موقع " The National Interest" تحت عنوان: " أردوغان يلعب بحياة 80 مليون مواطن: لماذا كذب أردوغان بشأن كورونا؟، إن الرئيس ووزارئه، سبق ونفوا جميعا وجود كورونا داخل البلاد، مع بدء الأزمة عالميًا، بالرغم من اكتشاف حالات إصابة مؤكدة بين السائحين الذين عادوا إلى بلادهم بعد انتهاء جولاتهم وزياراتهم للأماكن السياحية بعموم الأناضول.

روبين لم يكتف بذلك فحسب بل سلط الضوء على مدونة لطبيب أكاديمي يدعى " أرجين كوتش يلدريم" وهو في الأصل تركي، يدرس بكلية الطب بجامعة بيتسبيرج في الولايات المتحدة، ذهب فيها إلى أن حكومة أنقرة تتلاعب بنتائج التحليلات الخاصة بالمصابين بفيروس كورونا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة