Close ad

الرئيس الصيني: لا يجب أن تسعى دول لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الإنسانية

5-11-2019 | 10:51
الرئيس الصيني لا يجب أن تسعى دول لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الإنسانية شي جين بينج
شانغهاي – محمود سعد دياب

انتقد الرئيس الصيني شي جين بينج، سياسة بعض الدول في تحقيق مصالحها على حساب مصالح الآخرين، وذلك في إشارة منه إلى الإجراءات الحمائية التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرًا، ونتج عنها حرب تجارية مع الصين، مؤكدًا أنه يجب على الدول أن تتمسك الدول بمفهوم وضع الإنسانية في المقام الأول، كما يجب ألا تترك مصالحها الخاصة تتجاوز مصالح البشرية.

موضوعات مقترحة

وطالب شي خلال كلمته الرئيسية في افتتاح معرض الصين الدولي الثاني للاستيراد، اليوم الثلاثاء بمدينة شانغهاي، بضرورة استخدام عقلية أكثر انفتاحًا لتعظيم استفادة جميع الأطراف من جهود تعزيز نمو حركة التجارة العالمية وجعلها أكثر انفتاحًا بما يتوافق مع العولمة الاقتصادية، بما يتوافق مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وزيادة الدعم للبلدان الأقل نمواً حتى تعود نتائج التنمية بالإيجاب على مزيد من البلدان.

وقد ركزت قناة "CGTN" بالعربية التابعة للتليفزيون المركزي الصيني، على ثلاثة اقتراحات للعولمة الاقتصادية طرحها الرئيس شي، هي الاشتراك في بناء اقتصاد عالمي منفتح وتعاوني، ومنفتح وإبداعي، ومنفتح وتشاركي، بالإضافة إلى معارضة الحصار المعرفي، من أجل تجنب خلق فجوة تكنولوجية أو حتى توسيعها، فضلا عن الاشتراك في تقوية حماية حقوق الملكية الفكرية، والتمسك بالقيم الجوهرية والمبادئ الأساسية للنظام التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما.

حيث أوضح أن بناء اقتصاد عالمي مفتوح وتعاوني يحقق التكامل الاقتصادي لجميع البلدان، مطالبًا بالتشاور والتعاون ومواجهة العقبات التي تعترض ذلك والمتمثلة في الاحتكاكات التجارية، مؤكدًا أنها ليست هي الاتجاه الصحيح، وأنه يجب أن يكون التعامل بين جميع الدول على قدم المساواة، ومعارضة إجراءات الحمائية والأحادية، وتقليل الحواجز التجارية بشكل مستمر، وتعزيز تقوية سلاسل التوريد.

ولفت إلى أن العولمة الاقتصادية اتجاه تاريخي، وأنها سوف تمضي قدمًا متحدية أية عقبات تظهر في الطريق، مشبهًا ذلك بأن أنهار اليانجتسي والنيل والأمازون والدانوب تعطي الحياة والازدهار لملايين البشر، وأن المياه تتدفق فيها دون أن يستطيع أحد إيقافها حتى لو كانت هناك بعض الشعاب المرجانية أو أية عوائق أخرى فلن تعيق تدفق المياه.

وانطلقت صباح اليوم فعاليات معرض الصين الدولي للاستثمار بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء جامايكا أندرو هولنيس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش، وهي الدول التي تعتبر ضيوف شرف المعرض فضلا عن رؤساء حكومات ووزراء ومسئولين من دول أخري.

وأضاف شي أن الابتكار والتنمية خياران أساسيان يمكنهما قيادة الاقتصاد العالمي نحو التنمية المستدامة، مستفيدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي الذي حدث له تحول تاريخي مؤخرًا، مطالبًا بضرورة التكامل بين الدول في ذلك المجال، وتعزيز تقاسم نتائج الابتكار، والسعي لكسر الحواجز التي تقيد تدفقه وتشجيع المواهب، ودعم المؤسسات على القيام بتبادلات وتعاون تقني، حتى تستفيد البشرية بشكل أفضل من تطور المعرفة، فضلا عن حماية حقوق الملكية الفكرية، بدلًاا من الانخراط في الحصار الفكري لإنشاء الفجوة التكنولوجية وحتى توسيعها.

وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده نفذت المبادرات الخمس التي سبق وأن أعلنت عنها في نسخة معرض الاستيراد العام الماضي، من بينها إنشاء مناطق تجارة حرة جديدة مثل منطقة "Lingang" في شانغهاي بشكل رسمي، فضلا عن إنشاء ست مناطق جديدة في مقاطعات أخرى، وأن بورصة شانغهاي للأوراق المالية أنشأت مجلسًا للعلوم والتكنولوجيا.

وأوضح أن الصين تواصل تنفيذ مشروع تطوير التكامل الإقليمي لدلتا نهر اليانجتسى خلال العامين الماضيين، وهو المشروع المعني به تطوير العاصمة بكين مع مدينة تيانجين ومقاطعة خبي، واستراتجية تطوير حزام نهر اليانجتستي وحوض النهر الأصفر النهران الأم للشعب الصيني، واستراتيجية تطوير مناطق قوانجدونج وهونج كونج وماكاو ودوان، فضلا عن أن بلاده تخطط لإقامة منطقة تجارة حرة دولية جديدة في مقاطعة هاينان جنوب الصين، تتضمن ميناء ضخما.

وكشف الرئيس الصيني، عن بدء تنفيذ قانون الاستثمار الجديد مطلع يناير المقبل، وهو القانون الذي تم طرحه خلال فعاليات الدورتين البرلمانيتين واجتماعات المجلس الاستشاري لمجلس نواب الشعب الصيني مارس الماضي، والذي يتضمن تخفيض القيود على دخول الاستثمارات الأجنبية والبضائع القادمة من خارج الصين، وتخفيف القائمة السلبية للشركات الأجنبية، مضيفًا أنه تم إحراز تقدم كبير في خفض التعريفات الجمركية وفتح السوق الصينية أمام الواردات بهدف خلق منافسة عادلة بين الشركات الصينية والأجنبية بما يحسن من جودة المنتجات ويعود بالنفع على المواطنين والعالم، وأن نسخة المعرض العام الماضي توصلت إلى 98 مشروع تعاون بين الصين وباقي الدول تم تنفيذ 23 مشروعا منها ويجري العمل لتنفيذ بقية المشاريع.

وتعهد شي جين بينج بمواصلة فتح بلاده أسواقها أمام الاستيراد من الخارج، وجعل العالم يستفيد من أكبر سوق استهلاكية في العالم والبالغ 1.4 مليار نسمة، مشيرًا إلى البنك الدولي نشر تقريرًا له في 24 أكتوبر الماضي أظهر تقدم الصين في بيئة الأعمال 15 مركزًا من 46 إلى 31، ما يؤكد تحسن بيئة الأعمال في الصين، وأن بلاده سوف تواصل تسريع وتيرة الإصلاح مع تحديث الحوكمة الاقتصادية، وتساهم في إصلاح منظمة التجارة العالمية.

وكشف عن تعميق التعاون بشكل جديد مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال اتفاقيات جديدة وإنشاء منطقة تجارة حرة تستفيد منها دول الخليج العربي، فضلا عن جهود جديدة للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية ودول مجموعة العشرين وأوبك والبريكس، فضلا عن دول الحزام والطريق، موضحًا أن بلاده وقعت 197 وثيقة تعاون مع 137 دولة و30 منظمة دولية في إطار تلك المبادرة، وأنها ستواصل فتح ذراعيها للعالم من أجل تحقيق منفعة وتنمية مشتركة، لافتًا إلى أن الحضارة الصينية دعت إلى الانسجام والتناغم بين الأمم والشعوب، معربًا عن أمله أن تقدم دول العالم مساهمات إيجابية في بناء اقتصاد عالمي مفتوح ومجتمع يراعي البعد الإنساني.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة