بعد أسبوع واحد من الهزيمة التاريخية للحزب الاشتراكى الديمقراطى الألمانى، فى الانتخابات الأوروبية والمحلية، انهارت قيادة الحزب، حيث قدمت رئيسة الحزب أندريا نالس اليوم الإثنين، استقالتها من رئاسة الحزب ومن رئاسة كتلته البرلمانية فى البرلمان الألماني – بوندستاج – لتضع الحزب بل والحكومة الائتلافية بزعامة المستشارة ميركل فى مهب الريح.
موضوعات مقترحة
وكانت "بوابة الأهرام" قد توقعت فى تقرير لها الأحد الماضى حدوث تغييرات فى قيادة الحزب الاشتراكى الديمقراطى عقب الهزيمة التاريخية فى الانتخابات الأوروبية والمحلية .
وقالت ناليس، عقب اجتماع للمكتب التنفيذى للحزب وكتلته البرلمانية أنها استشعرت عدم رغبة نواب الحزب وقياداته فى التعاون معها فى المرحلة المقبلة، ولذا فانها تتقدم باستقالتها والتى ستصبح سارية ابتداء من غد الثلاثاء لتترك الفرصة لاختيار قيادة جديدة للحزب.
وألقت استقالة ناليس بظلالها على الأوضاع السياسية فى ألمانيا، كما باتت الحكومة الائتلافية برئاسة المستشارة ميركل، والتى يشارك فيها الحزب الاشتراكى الديمقراطى مع الاتحاد المسيحى الديمقراطى، فى وضع حرج ومهددة بالانهيار لتدخل ألمانيا فى فراغ سياسى، مما دفع المستشارة ميركل إلى توجيه نداء لقيادات الحزب الاشتراكى الديمقراطى تحثهم فيه على الاستمرار فى الحكومة الائتلافية وتحمل المسئولية حتى لا تدخل البلاد فى فراغ سياسى ودستورى.
ودعا زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى ووزير خارجية ألمانيا الأسبق زيجمار جابرييل قيادات حزبه إلى إنهاء الخلافات الداخلية والعمل من أجل المواطنين لاستعادة شعبية الحزب فى الشارع الألمانى.
وانتهز الحزب اليمينى الشعبوى فى ألمانيا – البديل من أجل ألمانيا – فرصة استقالة زعيمة الحزب الاشتراكى الديمقراطى المشارك فى الحكومة الائتلافية ليطالب باستقالة حكومة ميركل والدعوة إلى انتخابات جديدة.
وكان آخر استطلاع للرأى نشرت نتائجه أمس السبت فى ألمانيا قد كشف انهيار شعبية الحزبين الكبيرين فى ألمانيا- الاتحاد المسيحى الديمقراطى والاشتراكى الديمقراطى - اللذين يشكلان الحكومة الائتلاقية فيما صعد حزب الخضر إلى المرتبة الأولى لأول مرة منذ تأسيسه.
وتتراجع شعبية الحزب الاشتراكى أعرق الأحزاب الألمانية بشكل خطير منذ آخر انتخابات عامة فى ألمانيا عام 2017، مما يؤشر لتغير حاد فى الخريطة السياسية فى ألمانيا خاصة مع صعود اليمين الشعبوى، حيث يمثل الحزب الاشتراكى الديمقراطى يسار الوسط والذى يعتبر أقدم حزب سياسى فى ألمانيا تأسس كحزب عمالى فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إلا أن انهيار شعبيته فى الفترة الأخيرة تكشف تغيرا حادا فى مزاج الطبقة الوسطى ألالمانية، والتى ظلت تمثل القاعدة الشعبية للحزب على مدى عقود طويلة.