تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن "تقدم هائل" في العلاقات الأمريكية الصينية، اليوم الجمعة، بعد أن عقد محادثات لمدة يومين مع الرئيس الصيني، شي جين بينج، خيمت عليها بظلالها ضربة صاروخية أمريكية على هدف عسكري سوري.
وقال ترامب "لقد حققنا تقدما هائلا في علاقتنا مع الصين"، دون تقديم تفاصيل حول القضايا التي تم تناولها.
وتم انتخاب ترامب عقب حملته التي حملت عنوان "أمريكا أولا" التي انتقد فيها الصين لاستيلائها على وظائف أمريكية، وتعهد بمعالجة حاسمة ضد بكين لما يعتبره مزايا تجارية غير عادلة بما في ذلك التلاعب في سعر العملة، والإغراق، وسرقة الملكية الفكرية.
وقال ترامب، اليوم الجمعة، إن "الكثير من المشكلات السيئة المحتملة ستزول"، موضحا أن علاقته الجديدة مع شي "بارزة".
ووصف شي محادثاته مع ترامب بأنها "اتصالات متعمقة ومطولة"، وأن الزعيمين "توصلا إلى العديد من التفاهمات المشتركة" ومن أهمها "تعميق صداقتنا" وبناء الثقة في الحفاظ على علاقة العمل الصينية الأمريكية.
وفى حديثه للصحفيين قبيل وقت قصير من ختام زيارته قال الرئيس الصيني "أعتقد أنه مع مرور الوقت سنبذل جهودا لتحمل مسؤوليتنا التاريخية العظيمة لتعزيز تنمية العلاقات الصينية الأمريكية وخلق الازدهار لكلا البلدين وشعبيهما ودعم السلام والاستقرار العالميين".
ووقع الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة جوية في وسط سورية حين كان شي وزوجته بنج ليوان يتناولان العشاء مع ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب. وقال البيت الأبيض إن ترامب أبلغ شي بإطلاق الصواريخ مع اختتام العشاء.
وأضاف البيت الأبيض أنه قبل أن يقرر ترامب إطلاق الصواريخ ردا على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية يوم الثلاثاء الماضي، أجرى مشاورات مع مستشارين، واجتمع مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، في غرفة آمنة بمنتجع مار آلاجو.
يذكر أن الصينيين ينضمون بشكل منتظم إلى روسيا في استخدام حق النقض "الفيتو" أمام القرارات الموجهة ضد سورية بمجلس الأمن الدولي، الذى تعد روسيا والصين والولايات المتحدة من الدول دائمة العضوية به التي تملك هذا الحق.
وتم تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا، يطالب بإجراء تحقيق في هجوم الثلاثاء الماضي، لكن لم يتم إجراء أي تصويت خلال المداولات التي جرت أمس الأول الأربعاء. وقالت روسيا إنها لا ترى ضرورة لاعتماد قرار.
وقد أدى قرار ترامب بشن الغارات إلى تحويل الانتباه عن الاجتماعات، التي تم وصفها بأنها فرصة للقادة لبناء علاقة عمل ومناقشة التجارة ومشكلة كوريا الشمالية. وأدانت الصين استخدام الأسلحة الكيميائية، وقالت إنها تدعم تحقيقا في أحداث يوم الثلاثاء، مطالبة كافة الأطراف بمحاولة الحوار والمفاوضات لإنهاء الحرب.
ويمكن لترامب أيضا أن يستخدم الضربة كاستعراض للقوة بينما يضغط على شي لبذل المزيد من الجهد للتعامل مع البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وأشارت الولايات المتحدة إلى أن الخيارات العسكرية من بين الخيارات التي تم تقييمها أمام مواصلة بيونج يانج المضي قدما في تجاربها الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة.
وقبل ترامب دعوة شي لزيارة الصين هذا العام، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".