Close ad

لتجنب غضب بايدن.. أردوغان يستغيث بإسرائيل ويدعوها لبدء صفحة جديدة

11-1-2021 | 13:31
لتجنب غضب بايدن أردوغان يستغيث بإسرائيل ويدعوها لبدء صفحة جديدة  اردوغان
أنقرة - سيد عبد المجيد

في مايو 2018 ، وخلال خطاب ألقاه أمام قمة خاصة لمنظمة التعاون الإسلامي عقدت بمدينة إسطنبول، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عباراته الصاخبة مهاجما فيها وبشدة " دولة الاحتلال بالأراضي العربية في الضفة وغزة ولم يكتف بذلك فحسب بل راح يقارن تصرفات قواتها " الهمجية " بإبادة " ألمانيا الهتلرية" لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، وكيف أنها قتلت الملايين منهم في معسكرات الاعتقال النازية.

موضوعات مقترحة

وقبل تلك المناسبة بسنوات بالتزامن مع الواقعة " المتشنجة " الشهيرة في دافوس السويسرية والتي عرفت " ون منيت " وبعدها حادثة سفينة " مافي مرمرة " للمساعدات الإنسانية ومقتل عشرة أتراك على يد البحرية الإسرائيلية .


وفي سبتمبر وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ"العنصرية الصارخة" بعد تأكيده أن إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها بل "فقط للشعب اليهودي" ، وغرّد متحدثه إبراهيم كالين على تويتر بعبارات استنكار مؤكدا إدانته " لهذه العنصرية الصارخة وأضاف متسائلا "يعيش 1,6 مليون عربي مسلم في إسرائيل ، فهل ستتحرك الحكومات الغربية أو أنها ستصمت مرة أخرى تحت الضغط؟"، وبدوره أدلى وزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو بدلوه قائلا : "للأسف زادت عدوانية إسرائيل نتيجة التشجيع الأمريكي" ومستطردا " سنواصل الحديث عن كافة الانتهاكات، فلا يمكننا التخلي عن قضايانا المقدسة والوطنية" !!


وإلى شهر تقريبا مضي وتصريحاته النارية ضدها لا تتوقف ، وإمعانا في صلابة موقفه ( هكذا يصدر بطولته الزائفة لمواطنيه ) استضاف ببلاده ألد اعدائها تتصدرهم الجمهورية الإسلامية فبالتوازي مع تطبيع عواصم عربية لعلاقاتها بتل أبيب التقى أردوغان هاتفيا بنظيره الإيراني حسن روحاني لمناقشة مجالات جديدة للتعاون الثنائي ، وهي رسالة ذات مغزي خاصة وأن بعض الدوائر الأمنية الإسرائيلية، باتت تنظر إلى بلاده على أنها تهديد وقد يكون أكبر حتى من طهران، تليها حركة حماس وقياداتها كاسماعيل هنية الذي تم استقباله على الأراضي التركية مرتين العام المنصرم ، وخالد مشعل بجواز سفره الدبلوماسي السوداني الذي ألغته الخرطوم مؤخرا ، ومن اجل هؤلاء كثف أردوغان من انتقاداته القاسية لكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب) لقيامهم بالتطبيع مع تل أبيب متهما إياهم بتوجيه صفعة لجهود الدفاع عن القضية الفلسطينية.


لكن فجأة انقلب الزعيم " المتأسلم" للنقيض.. كيف؟ هذا ما حدث ، والفصول بدأت وها هي تتوالي ، ففي السادس من الشهر المنقضي خرج من أنقرة عرض اتفاق لترسيم الحدود البحرية التركية ــ الإسرائيلية وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة المشتركة بينهما بشرق البحر المتوسط ، وهو ما تم تفسيره على أن وريثة الإمبراطورية العثمانية تريد من تلك الخطوة " إغراء الصهاينة" للتوفيق في العلاقات بين من كانا حليفين حتى وقت ليس ببعيد.


وعقب صلاة آخر جمعة بالعام الفائت ، قال أردوغان للصحفيين إن حكومته "كانت تود أن تصل مع إسرائيل إلى نقطة أفضل " ثم مستطردا " لو لم تكن هناك إشكالات على مستوى القيادة لكانت علاقاتنا مختلفة تمامًا"، ولم يكن في الأمر مصادفة أن تؤكد " المصادر الرئاسية في أنقرة " استنادا لوسائل إعلام محلية " استئناف الأواصر الثنائية والدبلوماسية بين البلدين بحلول مارس المقبل الذي ستجري فيه الانتخابات الإسرائيلية ، لعل وعسى تأتي برئيس وزراء آخر ، وكأن شخصا آخر بدلا من الحالي بنيامين نتنياهو ، لما كان التدهور الحاصل هذا ما ذهب اليه خصوم الحكم ، يأتي هذا في الوقت الذي تتعالي أصوات عبرية تشدد على أن من دمر العلاقات التي كانت صميمية ، هو حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يقوده أردوغان.


على أي حال ، ووفق شواهد ، يبدو أن المسألة تجاوزت الاتصالات الاستخباراتية بين تركيا وإسرائيل ، لتصبح هرولة من الأولى نحو الثانية ، والعهدة هنا على ما تناقلته مواقع تواصل اجتماعي والتي كشفت أيضا عن لقاءات سياسية على قدر كبير من الأهمية جرت وتجري بين البلدين تزامنت مع إشارت انطلقت من القارة العجوز تصب في الاتجاه نفسه ، هذا الإلحاح التركي في طلب ود الدولة العبرية أرجعه مراقبون إلى حالة الترقب التي يعيشها أردوغان وتزداد سخونتها وكذلك هواجسها مع اقتراب تنصيب " جو بايدن " رئيسا للولايات المتحدة في العشرين من يناير الحالي، وهذا هو بيت القصيد.

اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة