على الرغم من العلاقات الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل، إلا أن الدبلوماسية الألمانية تنتهج مبادئ ومحاور ثابتة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.
موضوعات مقترحة
وترتكز محاور الدبلوماسية الألمانية التقليدية على حل الدولتين باعتباره هو «الحل الوحيد للوصول إلى سلام عادل ودائم، كما تعارض ألمانيا أي إجراءات إسرائيلية لتوسيع المستوطنات باعتبار أنه مخالف لقرارات الأمم المتحدة، وتتطلع حكومة المستشارة ميركل، الائتلافية إلى القيام بدور حيوي في استئناف عملية السلام وتشجيع الفلسطينين والإسرائيليين على الدخول فى حوار مباشر لتحريك عملية السلام التى أصابها الجمود فى الفترة الأخيرة».
وفى هذا الإطار تأتى أهمية مباحثات وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، فى القاهرة اليوم الإثنين، والتى سيشارك خلالها فى مباحثات مع نظرائه فى كل من «مصر والأردن وفرنسا» في إطار المجموعة الوزارية التي تشكلت في آخر انعقاد لمؤتمر ميونيخ للأمن فى فبراير الماضي، والتى تستهدف «دفع عملية السلام بالشرق الأوسط، وإقامة حوار مباشر بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي، ووضع خارطة طريق جديدة للوصول إلى سلام عادل ودائم يرتكز على حل الدولتين وعلى قرارات الأمم المتحدة».
واستبقت الخارجية الألمانية، مشاركة وزيرها فى مباحثات القاهرة بتصريحات تؤكد مواقفها الثايتة إزاء قضية السلام في الشرق الأوسط، والتى ظلت تعبر عنها دائمًا طوال عدة عقود، ولكنها أضافت هذه المرة أنها ترى أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدول العربية خطوات إيجابية يمكن أن تسهم فى تحريك عملية السلام، إلا أنه من الضروري الاستفادة من مصر والأردن وخبرتهما فى التعامل مع الجانب الإسرائيلى لبناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى لإقامة حوار مباشر من شأنه أن يعطى زخمًا وتقدمًا نحو الوصول إلى حل دائم وعادل.
الاهتمام الألمانى بعملية السلام فى الشرق الأوسط ليس جديدا، ولكن محاولات الدبلوماسية الألمانية الحثيثة حاليا للخروج من حالة التجمد أو الركود الذى أصاب العملية - رغم توسيع دائرة التطبيع العربى ـ الإسرائيلى، يأتي فى ظل بوادر لقيام ألمانيا بدور أكثر نشاطا وتأثيرا فى الشرق الأوسط فى المرحلة المقبلة سواء فيما يتعلق بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل أو فيما يتعلق بالملف الليبي الذى اهتمت به برلين منذ العام الماضي، وعقدت مؤتمرًا العام لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية.
هل تنجح المساعى الألمانية فى تحريك المياه الراكدة فى عملية السلام بالشرق الأوسط؟.. وهل تودع ألمانيا مقولة «عملاق اقتصادي.. قزم سياسي» التى يتندر بها الألمان على ضعف تأثير دور بلادهم فى السياسة الدولية مستغلة المتغيرات المرتقبة على الساحة العالمية للعب دور أكبر فى القضايا الدولية إيذانًا بمرحلة جديدة للدبلوماسية الألمانية يتناسب مع وزنها كأكبر قوة اقتصادية فى أوروبا وثالث أكبر اقتصاد فى العالم.